15 سبتمبر 2025
تسجيلتقريرُ اتحادِ النقاباتِ الدَّوليةِ، رغمَ عدمِ التزامِـهِ الدِّقَّـة فيما أوردَهُ عن العَـمالَـةِ الوافدةِ في منشآتِنا الـموندياليةِ، إلا أنه يُشَـكِّـلُ دافعاً لقراءتِـهِ من عدةِ زوايا، كالتالي: الزاويةُ الأولى، ننطلقُ فيها من بَحْثِ جهودِ إدارةِ العلاقاتِ العامةِ باللجنة العليا للمشاريعِ والإرثِ، التي ينبغي عليها الخروج من ممارسةِ مَهامِها بصورةٍ إعلاميةٍ فحسب، لتصلَ إلى حالة من التواصلِ الدائمِ مع المنظماتِ العمالية الدَّولية، والنقاباتِ والأحزابِ السياسيةِ في دولِ العالَـمِ، ومنها بخاصة تلك الـموجودة في الدول التي تنتمي إليها معظم العَـمالة الوافدة في بلادِنا، وأن تستثمر في سعيها لذلك الـمَكانةَ الضخمةَ لبلادِنا على الـمستوى السياسيِّ والاقتصاديِّ. وهذه خطوةٌ لابدَّ منها لأنها تخليقٌ لقوى دعْـمٍ لنا على الـمستوى العالميِّ وعلى مستوى الشعوبِ التي تؤثِّرُ فيها النقاباتُ العُماليةُ والأحزاب السياسية في بلادها.الزاويةُ الثانيةُ، تتعلقُ بمدى نجاحِـنا في مخاطبةِ العالَـمِ عَبرَ صحافتِـهِ وإعلامِـهِ. فهذا جانبٌ فيه ضعفٌ بسيطٌ، إذ لم نزل في خطابِنا الـموندياليِّ نُركِّزُ على اتخاذِ وضعيةِ الدفاعِ فنتحدثُ عن التَّقَـدُّمِ الذي تشهدُهُ بلادُنا في كلِّ الـمجالاتِ وكأنه أمرٌ منفصلٌ عن السياقِ العامِّ للنهضةِ الشاملةِ في مستوياتها الـمَدَنيةِ والـمُجتمعيةِ والتعليميةِ، ونستخدمُ تعبيراتٍ تنفعُ في مخاطبةِ الداخلِ الـمحليِّ ولكنها لا تؤثِّـرُ في الخارجِ بنفسِ الصورةِ. والأولى، أنْ نسعى لاستضافةِ الصحافةِ العالـميةِ لا لزيارةِ الـمنشآتِ الـمونديالية فقط، وإنما للاطلاعِ على الجهودِ الـمبذولةِ لأنْـسَـنَةِ قوانين العملِ، وعلى طبيعةِ العلاقاتِ الإنسانيةِ بين الـمواطنِ وشقيقهِ الـمقيمِ.الزاويةُ الثالثة، تتمثلُ في نجاحِ جهودِ اللجنة لإلزامِ القطاعِ الخاصِ بقوانين العمل الـمَرعيةِ في بلادِنا. ولنكن أكثر وضوحاً، فأيُّ تجاوزٍ لها سيُحسَـبُ علينا جميعاً، ويؤثِّرُ سلباً على خطابِنا الـموندياليِّ دولياً..الزاويةُ الرابعةُ، هي دعوةٌ لوزارةِ العملِ لتحديثِ وتطوير الـمباني الخاصةِ بالـمنازعاتِ العُماليةِ، ونَقلها من موقعِها الحاليِّ بالـمنطقةِ الصناعيةِ، وإعدادِ دوراتٍ للموظفينَ العاملينَ فيها في العلاقاتِ العامةِ والتعاملِ مع الجمهورِ، وتوظيفِ مترجمينَ مؤهلينَ في اللغاتِ الأكثرِ انتشاراً في العمالة الوافدةِ، لأنَّ هذا، كلُّـهُ، سيخدمُ خطابَنا الإعلاميَّ عند إعداد زياراتٍ للنقابيين والإعلاميين من الخارج.كلمة أخيرة: لابدَّ من الثناءِ على سياسةِ الشَّفافيةِ التي تتبعُها اللجنة العليا للمشاريعِ والإرثِ، والتي أثبتت جدواها ونجاحَها في تعزيزِ خطابِـنا الـموندياليِّ لتقديمِ بلادِنا بصورةٍ حضاريةٍ تليقُ بتمَـدُّنِـها وإنسانيتِـها.