13 سبتمبر 2025

تسجيل

خيرات بلدنا

19 مارس 2013

عندما كان الآباء والأجداد فيما مضى من سالف الأيام يغوصون في شمال قطر في تلك الهيرات بأجسادهم النحيلة بحثاً عن اللؤلؤ الذي كان هو وصيد الأسماك المصدر الرئيسي للدخل، ومن ثم إلى المصدر الآخر في الشتاء وهو البر والرعي وتربية الماشية، وإلى الصيد بكافة أنواعه بالصقور وغيرها ولم تكن هناك زراعة ولا صناعة إلا بعض الحرف البسيطة من أجل الاكتفاء الذاتي، فهذا هو بكل اختصار ما كان لديهم وما جعله رب العالمين من مصدر رزق متاح في ذلك الوقت.. وقد كانوا يغوصون في أعماق البحار بحثاً عن المحار وعما بداخله ولديهم بعض الأدوات البدائية التي تُعينهم على ذلك، ولطف رب العالمين بهم والأمل يحدوهم لعل وعسى أن يجدوا بداخل إحداها مبتغاهم ولم يكونوا يعلمون بأن تحتهم شيئا أثمن بكثير مما يبحثون عنه، ينام في سبات عميق في أحشاء هذه الأرض الطيبة من غاز وبترول، ورب العالمين يعلم بأنه لم يحن الوقت لخروج هذه الثروات عصب الحياة الاقتصادية. فيوم لم يكن الإنسان يملك العلم والتقنية اللازمة لذلك أو كيفية استخدامه أو تسويقه فلم يؤتوا من العلم إلا قليلاً، فالاستعمار رغم كونه بغيضاً وجله مساوئ فإن أحد محاسنه تعريفنا بهذه الثروات وكيفية إخراجها وتسويقها، ولولاه لجلسنا سنين وسنين لا نعلم ما يوجد تحتنا من ثروات، فأصحاب العيون الزينون والشعر الذهبي المجنون، هم من عرفنا عن طريقهم البترول والغاز.. فهذه الأرض الصحراء الجرداء التي لا خضرة فيها إلا القليل ترتفع فيها الحرارة في الصيف إلى الخمسينيات والرطوبة، لكن رب العالمين جل شأنه وتنزه عن كل نقص عادل مع الجميع ولا يستثني من عدله أحداً أعطى البعض الهواء العليل والخضرة وكافة أنواع المحاصيل الزراعية والأنهار والأشجار والبشرة البيضاء والمناظر آسرة النظر والكثير من النعم، وعَوّضنا نحن عن كل ذلك بالبترول والغاز والثروات المعدنية.. فلم تعرفنا الأمم وتخطب ودَّنا إلا بها بل إنهم افتعلوا الأزمات والكذبات من أجلها؟؟ وتصادف أن البلد الطيب الخيّر هذا لا يخرج منه إلا طيب فعَم الخير البلاد والعباد، بل استفاد الكثيرون منه من خارج الوطن من بلدان العالم العربي وشعوبه، ومازال هذا الشلال في جريان دائم ولم ينقطع برغم النكران الذي نراه.. كما حبا رب العالمين هذا الوطن بعيداً عن المجاملات والنفاق الذي اعتدنا عليه في العالم العربي، وهذه كلمة حق تقال، لا أرجو منها أجراً من أحد إلا من الله في حق هذا القائد الذي ترك في قلوبنا له فائق الاحترام والتقدير، ونحن نُثمن ما يقوم به بين فترة وأخرى من أمور إيجابية تصب جلها في زيادة رفاهية المواطن ورفع المعاناة عن كاهله.. فعندما نرى ما يقوم به جلادو هذا العصر من إجرام منقطع النظير تجاه شعوبهم، نقول: لك الحمد يارب العالمين فشتان بين الثرى والثريا، ونحن على يقين بأن هذا الوطن يحتفظ بالكثير من الثروات وليس هذا الاكتشاف الأول، وليس بالأخير لحقل الغاز هذا بفضل رب العالمين وسوف يحمل المستقبل القريب مزيدا من العطاء وقد يكون من ضمن ذلك الحلم الجميل اسقاط الديون وخصوصاً بوجود فائض كبير وزعيم أكبر محب لشعبه.. وآخر الكلام سوف تبقى يا وطن شجرة وارفة الظلال مخضرة الأغصان حلوة الثمار تظلل علينا جميعاً.