جهود قطرية في كل الاتجاهات

رغم الأولوية والحراك المكثف لدولة قطر على كل الأصعدة السياسية والإنسانية للعمل من أجل وقف الحرب في قطاع غزة، من خلال دورها الرئيسي في الوساطة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين وما تشهده من تقدم في هذا الملف، إلا أن الدبلوماسية القطرية لا تغفل عن دورها المستمر في ملفات أخرى عديدة في مختلف أنحاء العالم. وفي هذا السياق، شهدت الدوحة أمس عددا من الاجتماعات المهمة، في مقدمتها الاجتماع الثاني للمبعوثين الخاصين بشأن أفغانستان، تحت رعاية الأمم المتحدة، بمشاركة سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، والذي خاطبه سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، بجانب الاجتماع الذي عقد أمس برئاسة سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، وسعادة السيد أندرو ميتشل، وزير الدولة لشؤون التنمية بوزارة الخارجية البريطانية، وجرى خلاله الإعلان عن مبادرة تمويل مشترك بقيمة 50 مليون دولار للتعاون الإنمائي الدولي والاستجابة الإنسانية عالميا أطلقتها دولة قطر والمملكة المتحدة. إن أفضل ما يميز الدبلوماسية القطرية هو أن الانخراط المكثف لمعالجة قضية ذات أولوية قصوى مثل قضية العدوان على غزة والوضع في الشرق الأوسط، لا تشغلها عن المتابعة المستمرة لملفات الوساطة التي تقودها من أفغانستان ودارفور في السودان إلى تشاد والولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا، وأوكرانيا وروسيا، فضلا عن تفعيل التعاون متعدد الأطراف مع الشركاء في جهود الاستجابة لمواجهة التحديات الإنسانية والإنمائية الأكثر إلحاحا على مستوى العالم. إن دولة قطر لا تدخر جهدا في عمل كل ما يمكن من أجل تعزيز جهود الأمن والسلم الدوليين، وها هي تعمل بصبر وتصميم على حشد توافق دولي حول خارطة طريق للتعامل مع أفغانستان، بما يضمن أن سير الشعب الأفغاني على طريق السلام والتسامح والازدهار، ويساهم في تهدئة النزاعات وتعزيز صون السلام والأمن الدوليين.