19 سبتمبر 2025

تسجيل

حالة طارئة

19 فبراير 2023

تَصدر الأسبوع الماضي المنصات الاعلامية خبر تصنيف 5 مستشفيات قطرية ضمن افضل 250 مركزاً طبياً أكاديمياً في العالم، وذلك بناء على دراسة أجرتها مؤسسة براند فاينانس العالمية، ومقرها المملكة المتحدة، والمستشفيات هي الرميلة، حمد العام حصل على المرتبة 63، المركز الوطني لعلاج وابحاث السرطان والذي حصل على المرتبة الـ 60، مستشفى القلب، سدرة للطب، ويدل ذلك على التزام القطاع الصحي في قطر بتقديم رعاية صحية متطورة للمرضى، وتوفير احدث التقنيات الطبية وإجراء الدراسات والبحوث اللازمة في رفع الاداء الصحي، ونهنئ أنفسنا بهذا التصنيف الذي نتمنى أن يتطور وتكون المراكز الطبية ضمن العشرين، وهذا ليس ببعيد على قطر ورؤية حكومتها الرشيدة التي لا تقبل إلاّ بالمراكز المتقدمة دائماً والتميز. ولكن الواقع يفرض تحديات كبيرة على قطاع الصحة فمن خلال تغريدة واحدة كتبتها الأسبوع الماضي وأثناء تعرضي لوعكة صحية أدخلتني قسم الطوارئ بمستشفى حمد صُدمت بكمية التعليقات على التغريدة التي تضمنت قصوراً في قسم الطوارئ وبطئا في الإجراءات المتخذة، فالمريض الذي يتم اخذه من البيت بسيارة الاسعاف بالتأكيد حالته حرجة ويعاني من آلام حادة تحتاج إلى سرعة في الفحوصات والتشخيص والعلاج، فمثلاً استغرق عمل الأشعة وأنا أعاني من ألم في الكلى أكثر من أربع ساعات ليتم تشخيص الحالة ومعرفة مسار الحصوات، وكان طاقم التمريض يتجاوب ببرود أو يتحججون بعدم توفر طبيب أو جهاز أشعة، وبعد الاشعة وتشخيص الدكتور وقرار إدخالي لإجراء عملية في اليوم التالي استغرق الحصول على سرير في مركز الرعاية اليومية أكثر من أربع ساعات وإلى أن أتت سيارة الإسعاف ونقلتني للمبنى الآخر ساعتين فهل تتخيل عزيزي القارئ انني دخلت للطوارئ الساعة الحادية عشرة صباحاً ووصلت للغرفة في المستشفى الساعة العاشرة ليلاً!! الاستياء من أداء مؤسسة حمد خاصة الطوارئ كان واضحاً من الردود تحت التغريدة حيث اجمع كثير من المغردين على الإيقاع البطيء للطاقم الطبي في الطوارئ وبرودة التعامل مع المرضى، فالمريض لم يضطر الذهاب للطوارئ إلاّ بعد ان زاد عليه التعب ووصل لمرحلة عدم التحمل بالمقابل يتوقع أن يحصل على اهتمام بحالته وشرح للإجراءات المتبعة والعلاج المتوقع، ولكن ما يحدث على أرض الواقع بقاؤه على السرير الابيض لساعات دون أن يمر عليه أحد ولا يعرف ماذا يحدث ومع من يتحدث، العامل النفسي للمريض مهم والتحدث معه وإظهار الاهتمام بحالته جزء مع العلاج وهذا أمر لايجب أن يغيب عن الطواقم الطبية التي اعتقد أنهم درسوا ذلك، ولكن الملاحظ أن بعض الطواقم الطبية اعتادت على المرضى وعلى أشد أنواع الجروح والحالات الصعبة وحالات الوفاة لدرجة أن قلوب بعضهم تحجرت ولم يعد يؤثر فيها أنين المريض وكثرة أوجاعه! كما أظهرت تعليقات المغردين تباعد المواعيد التي قد تطول لأكثر من ستة أو ثمانية أشهر ومن ضمنهم مرضى السرطان عافانا وإياكم الله، كما قد تتغير المواعيد من غير سابق إنذار لمواعيد بعيدة جداً تصلك عن طريق المسج فقط، واثناء ذلك قد تتطور الحالة المرضية أو ينتهي العلاج ومازال الموعد مع الطبيب بعيداً! نعلم حجم الضغط الذي قد يواجهه الأطباء وطواقم التمريض إلاّ أن ذلك مسؤولية وزارة الصحة في توفير طواقم طبية اكثر أو توزيع العمل بطريقة مريحة للموظفين حتى لا تنعكس سلبياً على أدائهم مع المرضى، كما أنني لاحظت فرقا في تعامل الطاقم الطبي في مركز العناية اليومية أثناء إجراء العملية الذين كانوا متعاونين كثيراً وتشعر بالرحمة في تعاملهم مع المريض وبين طاقم الطوارئ البارد جداً والذي يتعامل بإحساس متبلد مع المرضى، الوضع أيضاً مختلف في المركز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية حيث تجد اهتماما وتطوراً ملحوظاً في المراكز وإن كانت هناك بعض السلبيات الفردية لدى العاملين فيها، ولكن إجراءات الدخول ومستوى الخدمات افضل بكثير من قسم الطوارئ في مؤسسة حمد، وأعتقد أنه بحاجة إلى تدقيق ومراقبة وتقنين خاصة وأنه الملجأ الاول للمرضى والحالات الحرجة. لم تبخل الدولة على شعبها في القطاع الصحي، فتجد المباني جديدة ونظيفة واحدث الأجهزة الطبية متوفرة وغرف العمليات مجهزة بأحدث التقنيات ولكن أعتقد أن الخلل في بعض افراد الطواقم الطبية والذين بحاجة إلى غربلة أو تأهيل أكثر لقسم الطوارئ تحديداً! لتجنب الضغط في قسم الطوارئ لابد من وضع خطة علاج محددة بزمن معين يعرف فيها المريض وضعه وما العلاج المقدم له وذلك اختصاراً لوقت انتظار المريض وبقائه لساعات في الطوارئ وتسهيلاً على الطاقم الطبي لتكون الإجراءات أسرع ويستوعب الطوارئ عدد المرضى! مشروع التأمين الصحي المؤجل للمواطنين سيخفف العبء على طوارئ حمد وسيكون للمواطن الخيار للعلاج في المستشفيات الخاصة الاخرى (المرتفعة الاسعار) والمعتمدة على شركات التأمين!