21 سبتمبر 2025
تسجيلحظي الحضور القطري في مؤتمر ميونخ للأمن الرابع والخمسين الذي اختتم أعماله أمس بتقدير دولي واسع، خاصة أن كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام المؤتمر جاءت قوية ومعبرة عن هموم المجتمع الدولي، ومعاناته من ظاهرة الإرهاب وتطلعاته نحو مجتمع أكثر أمنا واستقرارا، ولذلك اعتبرها المراقبون بمثابة وثيقة مرافعة رفيعة المستوى من قطر انتصرت من خلالها للأمن العالمي، ولذلك حظيت مرتكزات ومضامين الخطاب القطري بترحيب وارتياح دوليين. فعلى الصعيد الإقليمي والخليجي أثبتت قطر أنها أكثر دول الخليج حرصا على لُحمة شعوبه وحرصا على مستقبل البيت الخليجي، ممثلا في منظومة مجلس التعاون رغم إخفاقاتها في التعامل مع أزمة الخليج التي تدفع ثمنها قطر بحصار ظالم، كما اعتبر المراقبون الخطاب عقلانيا ومفيدا لإنهاء ظاهرة الإرهاب، ويثبت حضورا قطريا قويا على الساحة الدولية، واتسم بالشفافية ولخص ما يشهده العالم والمنطقة فضلا عن أن مضامينه جاءت منفتحة وتؤكد أن قطر تسير على الطريق الصحيح. وبالمقابل نلحظ فشلا ذريعا لكل المؤامرات التي حيكت من بعض دول الحصار للإساءة لقطر خلال المؤتمر رغم إنفاق الملايين عليها، ويكفينا للتدليل على ذلك فضح المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط لفشل ندوة نظمها شخصيات موالية للإمارات بغرض الإساءة إلى قطر، حيث لوحظ انطلاق الندوة بشكل مرتبك مع لجوء المنظمين إلى منع وسائل الإعلام من الدخول إلى قاعة الندوة وتغطية فعالياتها للتغطية على ما شابها من إخفاقات وفشل ذريع. وهكذا يمكن القول إن قطر خرجت قوية منتصرة في مؤتمر ميونخ، بينما غرق المتربصون بها في فشلهم واختنقوا بدخان نيران مؤامراتهم المتواصلة ضد الدوحة، حسدا وكمدا على نجاحاتها الدبلوماسية رغم الحصار. وذلك بفضل حنكة وحكمة قيادتها التي تترفع عن الصغائر وتحترم تعهداتها مع الأشقاء والأصدقاء؛ وتحتفظ برباطة جأشها وثباتها حتى في أحلك الظروف!.