27 أكتوبر 2025

تسجيل

الزواج باختيار الشاب (1)

19 فبراير 2015

يشتكي الكثير من الآباء والأمهات عن أمر بات يؤرقهم ويتسبب بزعزعة أركان أسرهم، ومعاناتهم عند كل منعطف يصطدمون فيه مع أبنائهم، وذلك حين يقرر الابن ويعلن عن رغبته بالزواج من فتاة من اختياره هو وليس من اختيار عائلته كما كان متعارفا عليه بما يسمى بالزواج التقليدي، وإنما يختار الشاب شريكة لحياته بناءً على قناعته وحده وعلى رغباته ومقاييسه هو، متغاضياً عن كل المعايير والعادات والخطوات المتبعة في عائلته، وربما في بلدته بأكملها، وكل ذلك لأنه ببساطة قد رأى أن هذه الفتاة ستكون زوجة مناسبة له وأماً ملائمة لأولاده وشريكة مكملة لحياته.. حين يختار الشاب شريكته بهذه الطريقة التي باتت شائعة بين كثير من الشباب، فلاشك في أن لهذا الأمر إيجابيات وسلبيات لا تخفى علينا، منها أن كل شاب على الأغلب خاصة الشاب الناضج فكرياً وعاطفياً يعرف بداخله ما الذي يريده بالتحديد في شريكة حياته، وحين يجده في فتاة مناسبة يحدث ذلك التوافق، الذي يسمى الكيمياء التي تحدث المعادلة التي ربما يعبر الشباب عنها بالحب، والتناغم الذي يجعل من الطرفين شريكين مناسبين وقادرين على التعايش معاً، بطريقة صحيحة وإيجابية.بالإضافة لأن هذه الطريقة قد تجعل من كل منهما متحملاً لمسؤولية اختياره، وبالتالي فإن ذلك سيجنب الأهل عناء تحمل اللوم والتبعات السلبية في حال عدم حصول التوافق ووقوع الطلاق.إلى جانب أن اختيار الشاب بهذه الطريقة سيكون له أثر إيجابي في توسيع دائرة العلاقات الأسرية، والروابط القوية بين العوائل والذي يحقق غاية كونية حث عليها الخالق جل وعلا: (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا). حيث إن اختيار العائلة للفتاة غالباً ما يكون من محيط العائلة كأقارب أو جيران أو أنسباء. وللحديث بقية بإذن الله تعالى.