17 سبتمبر 2025
تسجيلهناك الكثير من الأمور التي تطل علينا بين الحين والآخر، وتخطف منا لحظاتنا، لننشغل ونفكر بها، لكنها للأسف لا تعيش طويلاً إذ تتلاشى حتى من قبل أن تكون، ولا يتبقى لنا منها سوى ذكرى مرورها علينا، وهو ما لا يعني أنها لن تأخذ حقها منا، ولكن أنها قد تأخرت لحكمة لا يعلمها إلا الله وهو العالم بكل شيء مهما صغر حجمه أو كبر، والحق أني على يقين دائم بأن ما يسطع بسماء فكري وإن لم يتجاوز تلك المرحلة السابقة، إلا أنه سيأخذ حيزه مني لاحقاً حين يقدره الله لي، تماماً كمشروع (التطوع الإعلامي)، الذي ظل يحلق حول رأسي منذ أعوام، ولم يكن ليكشف عن وجهه خلالها تلك الفترة إلا بالقليل الذي تحول لأكثر من ذلك حين خرجت بمساحة شاسعة من الفراغ النسبي في حياتي وتحديداً بعد وفاة أبي رحمة الله عليه، وتوجهي إلى هذا المشروع الذي تقدم نحوي بأكثر مما كان منه من قبل، والحق أني لم أكن لأتقدم به أمام الجميع، فما كان مني سوى أن تقدمت بتصور بسيط يؤلمني كثيراً أنه قد سُرق مني، لكنه ما لم يقتلني بتاتاً؛ لأنه على العكس تماماً قد حَملني على متابعته رغم كل الظروف التي كانت أمامي، وبصراحة أجد أن ما حدث قد عجل بعملية وضع التصور التام للمشروع؛ للشروع به بوقت قياسي يُسعدني أني قد خرجت منه بما أريده والحمد لله. الآن أنا مع تصور لمشروع إنساني يقوم على خدمة المجتمع كاملاً من خلال صناعة الوعي، ونبذ قتله الذي يقضي على كل فرص الفوز بحياة كريمة من جهة، ومع قائمة بشخصيات لها وزنها من العطاء الإنساني الذي يُغذي المجتمع، بدأت بالفنان عبدالعزيز صادق، الذي لم يتأخر بإجابته سوى بفارق ثانية واحدة لم تكن للتفكير، ولكن للتأكد من طبيعة ما سيقدمه لنا من خلال هذا المشروع العظيم بأهدافه، والمتواضع جداً بخطوات خطته، التي ستسير وبكل ثقة نحو المراد وبإذن الله تعالى، بمساعدة صادق وكل من سينضم إلينا؛ بنية مد المشروع بخبراته وطاقاته الإعلامية التي ستُكسبه بقدر ما سيكسب المجتمع منه، وهو الكثير من الأجر والثواب، وهو كل ما نشتاق إليه، ويستحق منا البحث عنه بجدية تامة. ما حَملني على فعل ذلك ان الخروج بخطة المشروع بشكل أجده يُسعدني، ويجده البعض الآخر كطفل غير مكتمل النمو، لم يكن ليخرج بهذه السهولة إن لم يكن السلب والنهب، (نعم) هو كذلك، حيث انه في المجال الإعلامي، وتحديداً تحت مظلة إعلامنا المعاصر، صار التعجيل بتلبية الحاجة أهم من التحفظ عليها حتى موعد النظر فيها وبعين مُدركة ومتفهمة وذلك لأن سرعة انتشار خبرها تفوق كل التوقعات المتعلقة بها، حيث لا نجد خبر تلك الحاجة إلا وقد تمزق وسط نزاع يفوز بالنصيب الأكبر منه كل من يتمكن من تسليط الضوء عليه أولاً، وإن لم يكن المعني أو المسؤول عنه من المقام الأول، فهو النهج الذي يسير عليه وبخطوات شرسة كل من يدرك أصول تلك اللعبة التي تبعد كل البعد عن أصالة النفس، خاصة وأن كل ما يهم زمرته التي ينتمي إليها هو أن تُزمر عالياً بانتصار لم تجتهد من أجله، ولم تعمل في المقابل ما يجعلها تفوز به سوى أنها قد أدركت كيف تخطف ما لا يخصها بتاتاً، مستندة إلى هذه الكلمات (البقاء للأقوى)، والحق أنها ليست سوى مجرد لكمات تُوجه إلى كل من يسعى ويجد ويجتهد؛ كي يبادر بجديد مفيد، غير أنه لسوء حظه العاثر يسقط بسببها تلك اللكمات التي إما أن تجبره على البقاء حيث هو دون أن يبادر بحركة تُنصفه، وتُعيد الحق إلى صوابه، أو أن يتمسك بالصبر ويتشبث بالمتابعة وبهمة عالية؛ ليستعيد ما كان ليكون له، قبل أن يسلبه غيره من أنصار تلك الزمرة، وهو ما يجدر بأن يكون فعلاً، وذلك لأن التخلي عن الأحلام الصغيرة جريمة كبيرة تُعذب النفس وتدمرها دون أن تعمرها، وهو ما لا يجدر بأن يكون أبداً؛ لأن حدوثه سيُحدث خللاً سيعبث بتوازن المجتمع، وسيؤثر بشكل حتمي على الأفراد وعلى مسيرتهم بالحياة، وهو ما سيعود بأثره على الجميع حتى وإن أخذ هذا الوضع من الزمن ما قد يُستهان به منذ البداية، وهو ما نخشاه فعلاً. إن ما حدث لي يحدث وبشكل مستمر مع آخرين؛ بسبب تواجد من يُكرس كل جهوده كي يسرق ويسرق ويسرق، ويفوز بدور البطولة في النهاية وكأنه من بادر بكل شيء أصلاً، وهو ما يجعله ذكياً في عرفه بينما يكون خصمه العكس تماماً، وإن لم يكن كذلك فعلاً؛ وكي نتجنب الوقوع في هذا مستقبلاً فإليكم هذه النصائح التي يجدر بنا تذكرها كلما فكرنا بالتقدم بمشروع ما: أن نعرف ما نريد فعله منذ البداية. أن نعرف ما الذي نود تقديمه. أن نعرف متى يتوجب علينا التقدم به. أن ندرك الأسباب التي تدفعنا؛ للتقدم به أصلاً. أن نميز من يستطيع تقديها المساعدة؛ كي نتوجه إليه، ونستمد منه طاقة تُساعدنا على مقاومة النقطة التالية. أن نستعد لمواجهة غيرنا ممن لن يتقبل ما سنتقدم به؛ لأسباب يحسبها كافية؛ كي يقف كعقبة كبيرة أمامنا. وماذا بعد؟.. الحديث عن مشروع (التطوع الإعلامي) لن ينتهي، خاصة وأننا في بداية الطريق، ولكن مساحة العمود ستنتهي عند هذا الحد لهذا اليوم، همسة أخيرة: إن كنت تعمل بمجال الإعلام، وتشعر بطاقة عالية تزاحمك كل الوقت، فلاشك أنك تبحث عن مساحة تعبر فيها عن ذاتك بالتطوع، وهو ما يعني أن تقبل دعوتي وتشرفني بانضمامك إلي، لننطلق معاً.