13 سبتمبر 2025
تسجيلكل ما يُحصد في النهاية يكون نتيجة حتمية لكل ما قد بُذل في البداية، مما يعني أن كل واحد منا هو المسؤول الأول عن الحصاد الذي يسعى إلى الحصول عليه في نهاية المطاف من جهة، وأن مفاتيح إنجاح تلك المهمة ستكون له متى بحث عنها فعلاً من جهة أخرى، وهو كل ما يتطلب منه بذل الكثير من الجهد الذي يجدر به تجاوز البسيط والعادي، خاصة أن الأول هو ما لن ينقله لخطوات بعيدة ما لم ينجز ويواصل إنجازه دون توقف، والثاني هو ما يبذله دون أن يبث فيه من التجديد شيئاً يميزه ويعطيه قيمة تليق بكل زمان يكون فيه، فيكون بذلك ومتى جاء بالأول كمن سار بخطوات تكاد بالكاد تكون؛ لذا لن يلاحظها سواه، ويكون متى جاء بالثاني كمن قرر بث ذات البرنامج في كل صباح دون أن يقدم فيه ما يمكن أن يميزه لصباح جديد؛ لذا حين يعود الأمر لكل من يتمتع بشيء من الوعي والإدراك فإنه لا يُقبل؛ لينكب على الخيار الأول أو الثاني، ولكنه يفكر في حلول مخالفة للبسيط والعادي؛ ليتقدم بجديد تغمره الحياة؛ ليعيش بفضلها كما يحب حتى يبلغ (ساعة الحصاد)، التي سيفرح بها، وستكون فرحته بقدر كل ما تقدم به من تعب غلبه في البداية، وتغلب عليه بنجاحه في النهاية، التي ستكون سعيدة بإذن الله ومن نصيب كل من اجتهد من أجلها، فهل من نية؛ لتذوق طعم تلك السعادة؟إن إجابة السؤال الذي طرحته تعتمد على ميول كل فرد وتوجهاته، وعلى مفهومه للسعادة الذي قد يبدو متبايناً في كل مرة؛ لذا لن نفكر في عملية البحث عن الإجابة، ومن ثم الوقوف عليها؛ لأنها لن تعني أحدا، ولن يحرص على الحصول عليها سواكم، بل سنفكر في الوسيلة التي سنتبعها؛ كي نُوحد الميول بتحفيزها وترغيبها بالبحث عن تلك السعادة كما يجب، وهو ما سألخصه لكم من خلال النقاط التالي: 1-قبل أي شيء لابد أن نُدرك أن السعادة هدف قائم بحد ذاته لابد أن نخرج في أثره؛ وكي نصل إليه فلابد أن نجتهد من أجله دون أن نرفقه بأهداف أخرى متى كانت وتوافرت أدركنا بفضلها معنى السعادة، فالالتزام بما سبق سيبث الأمل فينا دون أن نسلم للحزن الذي من الممكن أن يطل علينا بين الحين والآخر (أبداً). 2-لابد أن نستفيد من كل ما فينا من طاقة حتى آخر نفس، فلا حاجة للاستسلام المبكر، أو التوقف؛ طلباً للراحة بعد المسافات القصيرة، خاصة أن فعل ذلك يجبر النفس على الاستسلام بسهولة دون خوض تلك المعركة حتى النهاية؛ من أجل الفوز. 3-من الطبيعي أن تقتل الرتابة كل وأي حماس يمكن أن يحتل مكانته في القلوب؛ لذا لا حرج في تغيير الزاوية التي نقف عليها؛ كي نتوجه لأخرى تجعلنا نرى الأمور بشكل مختلف فيه من المتعة، ما سيجعلنا نرغب بالمتابعة وإن كانت التحديات التي تقف من أمامنا كبيرة. 4-حين نلتزم بكل ما سبق فإن فرصة الوصول إلى السعادة؛ لمعرفة ما تكون عليه ستكون كبيرة جداً، وستكون لذتها بحجم ما بذلناه من جهود سنفتخر بها؛ لأنها كانت منا في زمن لم يتقدم فيه سوانا بشيء يمكن أن يأخذهم في نهاية المطاف إلى السعادة التي ستتغير معها الحياة؛ لتصبح أفضل وأجمل بإذن الله تعالى.وماذا بعد؟إن خوض مثل هذا الحديث يطول ويطول وعلى الرغم من ذلك فإن الحاجة إليه تجعل منه ضرورة لابد منها بين الحين والآخر؛ لذا ومن أجلها تلك الضرورة فإننا نميل إلى طرحه؛ "كي نُحفز نُشعل وتشتعل" من بعد ذلك رغبة البحث عن السعادة التي ستكون لنا متى كنا لها، وحتى يكون ذلك نسأل الله التوفيق للجميع (اللهم آمين).