15 سبتمبر 2025
تسجيلكلُّ مواطنٍ سفيرٌ لبلادِهِ، في بلادهِ وخارجِـها، وإنسانُنا القطريُّ سفيرٌ من نوعٍ رفيعٍ، لأنَّـهُ يُدركُ حجمَ الـمسؤوليةِ العظيمةَ التي يَتَـقَبَّـلُها بالتزامٍ أخلاقيٍّ وطنيٍّ عالٍ يبدو في تعامُلِـهِ الإنسانيِّ الحضاريِّ مع الآخرين. تَجَـوَّلْتُ في الفنادقِ التي تُقيمُ فيها منتخباتُ الدولِ الـمُشاركةِ في مونديالِ اليدِ، وراقبتُ بعينٍ مُدَقِّـقَـةٍ شبابَنا الـمرافقينَ لها، فأثلجَتْ صدري رؤيةُ جَـدِّيَّتِهِم وبشاشتِـهِم وأخلاقِهِـم الساميةِ في أدائِهِـم لـمَهامِهِـم، وأسعدني شعوري بأنَّ اللجنةَ الـمُنظمةَ استندتْ إليهم إيماناً منها بوجوبِ إعدادِ جيلٍ قادرٍ على التعامُلِ مع جماعاتٍ من البشرِ لكلِّ فردٍ فيها مطالبُـهُ وتكوينُـهُ النفسيُّ والعقليُّ، مما يعني أننا بذلك نُـعِـدُّ قياداتٍ شابةً تستطيعُ ممارَسَـةَ العملَ الـميدانيَّ وتَتَحَـمَّلُ ضغوطَـهُ الهائلةَ. من جانبٍ آخرَ، فإنَّ الطواقمَ الإداريةَ والعُمَّاليَّـةَ، في الفنادقِ، مُؤَهَّلَـةٌ ومُـعَـدَّةٌ مِهْـنياً وسلوكياً، وحتى مَظْهرياً. والـمُلاحَظُ في أدائِها هو حِـرْفِـيَّتُـها في أداءِ مَهامِها، مما يجعلُ منها جزءاً من الواجهةِ الحضاريةِ التي نحرصُ على كَـونِها نقطةَ احتكاكِـنا الأولى بالعالَـمِ. وهذا يدفعُ بنا إلى مطالبةِ الهيئةِ العامةِ للسياحةِ بالتواصُلِ مع وزارةِ العملِ لتكونَ على اطِّلاعٍ مباشرٍ فيما يخصُّ القضايا العُمَّاليةِ للعاملينَ في الفنادقِ والـمنشآتِ السياحيةِ بحيثُ تَـتَّخِـذُ إجراءاتٍ تفضيليةٍ مع الجهاتِ الأكثرِ التزاماً بقوانينِ العملِ روحاً ونصاً، وإجراءاتٍ عقابيةً ضدَّ الـمخالفينَ تتمثَّـلُ في تخفيضِ مستوى التَّعاملاتِ الحكوميةِ معهم . أما وزارةُ الداخليةِ والجهاتُ الأمنيةُ في بلادِنا فإنها على العهدِ بها، تعملُ في صمتٍ مُـؤَديةً رسالتَها في سيادةِ القانونِ والانضباطِ وفقاً لروحِـهِ. ورغمَ عِظَـمِ الـمسؤولياتِ الوطنيةِ الـمُلقاةِ على عاتقِها خلالَ البطولةِ، إلا أننا لا نكادُ نلحظُ وجودَها فيزدادُ تقديرُنا وامتناننا لها على ما ترفلُ به بلادُنا من أمنٍ وأمانٍ. كلمةٌ أخيرةٌ:وطنُنا ليس مساحةً جغرافيةً، وإنما قيادةٌ حكيمةٌ وشعبٌ حيٌّ ذو إرادةٍ وقدرةٍ على التأثيرِ الحضاريِّ، وما نشهدُهُ هذه الأيامَ دليلٌ وإثباتٌ نفخرُ بهما.