16 سبتمبر 2025

تسجيل

شارلي إيبدو المظلومة

19 يناير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مجلة تعرضت لهجوم قتل على إثره 12 شخصا، قامت الدنيا ولم تقعد، تغطيات أجنبية وعربية للحدث ومازال الحدث متصدرا الساحة الدولية، الهجوم لا نقره ولكن لماذا هذه الضجة المفتعلة، أصبحت المجلة بين يوم وليلة هي المظلومة وغيرها الجاني وهي المسكينة وغيرها ظالمون، بهذه البساطة يريدون من المسلمين الاعتذار - إن سلمنا جدلا أن الفاعل مسلم - يجب أن يعلموا أن لكل فعل ردة فعل، وليعلموا أن ضبط تصرفات من يستفزونهم ليست بمقدور أحد، ولتعلم المجلة وغيرها أن المسلمين ليسوا فقط حكاما، فيجاملونهم وليسوا علمانيين فيتبعونهم فلذلك لتتحملوا ولن نعتذر. ما يزعجك هذه الهرولة من الدول الإسلامية والعربية للوقوف والتضامن مع مجلة أساءت لشخصية تعلم المجلة قبل غيرها مكانته عند المسلمين كمقام النبي عليه الصلاة والسلام، منظر مؤلم وأنت تشاهد حكاما ومسؤولين عربا ومسلمين يقفون صفاً واحداً مع المجرم نتنياهو، خصوصاً في قضية ليس عليها خلاف وهي الرفض للإساءة إلى خير البشر، فلذلك لن نعتذر.إذا كان الموضوع نبذ إرهاب كما يشاع، فأعتقد أن هناك اعتداءات أشد ألماً ودموية من حادثة المجلة، بل تتعلق بشعوب كاملة لم يلتفت إليها، حيث لم يكن لهم بواكي ولا تغطيات إعلامية ولا رؤساء وحكام يفزعون لهم، هناك حرب إبادة يتعرض لها الأقليات المسلمة في أنحاء العالم وهناك صمت مطبق للأسف من حكامنا الذين تسابقوا على جبر خاطر هذه المجلة المظلومة - في نظرهم - مقابل عدم التعاطف أو حتى ذكر لدماء تسال في الصين من مسلمين الأويجور هذا الصمت الذي غلبت فيه للأسف المصالح الاقتصادية والعلاقات السياسية على رابط الدين والعقيدة، كذلك لم تحشد مسيرة يتصدرها رؤساء مسلمون وعرب على (مليون شيشاني) يقاسون حرب إبادة صامتة ومتواصلة على أيدي القوات الروسية دون تحرك أقليات وما ذكر على سبيل المثال، وإلا هناك الكثير في بورما وغيرها.لدينا أمم متحدة غارقة في الكيل بمكيالين ولا تنتصر إلا للقوي وأصحاب التأثير، مجتمع دولي لا يشاهد إلا من يعجبه ويروق له، وهناك مسلمون حكام، ولا نبرئ المحكومين، هم عون على أفعال المجتمع الدولي الظالم من خلال سكوت الأنظمة وتأييد بعض المحكومين، فلذلك هم مطالبون بالنهوض بواجبهم الذي سيسألهم الله عنه يوم القيامة لنصرة المستضعفين، وذلك من خلال ممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية على أصحاب القرار في المجتمع الدولي.إن حادثة "شارلي إيبدو" في نظري المستفيد الأول منها هي المجلة نفسها، فلذلك لا أستبعد قصة أن الحادثة مدبرة وباقتدار، خصوصا إذا علمنا أن مكتسبات المجلة ما يلي:- دخول المجلة في انتعاش مالي بعدما كانت مقبلة على الإفلاس.- ازدياد مبيعات المجلة من 60 ألف نسخة إلى 3 ملايين نسخة. - وصول سعر النسخة في أمريكا إلى 55 دولارا.- تسويق المجلة عالميا مجانا عبر الإعلام الدولي. - تشويه صورة الإسلام والمسلمين. لذلك نحن كأمة مسلمة وعربية غثاء كغثاء السيل، حيث نزعت المهابة من قلوب أعدائنا وأصاب الوهن قلوبنا وهو حب الدنيا وكراهية الموت وينطبق علينا قول الشاعر:مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَليه ما لجُرْح بِمَيّتٍ إيلامُ