13 سبتمبر 2025

تسجيل

ريح السودان تهب على الخليج!!

19 يناير 2014

خلال استضافتنا لحفل عيد الإعلاميين الرياضيين العرب السابع بأبوظبي كان من بين المكرمين ممثل السودان هو الزميل الاعلامي على الريح وهو من اقدم المعلقين ويعمل حاليا في الاذاعة المختصة في الشأن الرياضي، وهو رجل كبير في السن وله تجربة جميلة في الرياضة السودانية برغم سنه، الا انه مازال شابا بحيوته ونشاطه على عكس جيل اليوم (الكسلان) للاسف الشديد، فقد قمت بمرافقتهم خلال مباراة العين والوصل على ملعب الجزيرة في دور الثمانية لمسابقة الكأس وبين الاستراحة وقبل الاحتفاء بالزملاء من اللجنة المشرفة على المباراة، قام باستضافتي الزميل "الريح" على الهواء مباشرة، وطول البرنامج يعرفني بالمستمعين في الخرطوم بانني أحمد الجوكر وتركته حتى النهاية وقبل ان اختتم البرنامج قدمت له معلومة لم يتوقعها، فقلت: إنه من أول مدرب سوداني عمل منذ 51 سنة بالمنطقة في المملكة العربية السعودية؛ عمل بالمنطقة الشرقية بالدمام، والطريف أن اسمه أحمد الجوكر!! وفي الحفل الرسمي واثناء إلقاء رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية تقدم (الزول) ووضع هاتفه النقال لنقل الكلمة على الهواء مباشرة التي ألقاها محمد جميل عبدالقادر في مشهد يوحي بمدى اهتمام الاشقاء وحرصهم على ما يدور من انشطة واحداث في مطقتنا، فهم عشاق الكلمة والقراءة والكرة فهي بالنسبة لهم كالمأكل والمشرب.. واكمل سعادتي بالإخوة السودانيين.. زملاء المهنة في جميع الصحف الخليجية واللاعبون والمدربون القدامى الذين كان لهم بصمات واضحة عندما لعبوا في دوريات الخليج كلاعبين أجانب في الستينيات والسبعينيات، عموماً بيني وبين الإخوة السودانيين عشرة عمر تمتد لأكثر من ربع قرن، خاصة في المجال الإعلامي وبالصحافة والرياضة بالتحديد، لما يعرف عن هذا الشعب تعلقه وعشقه للرياضة والصحافة التي يعتبرهما وجبة أساسية في حياته اليومية، فهم عشاق الكلمة وكرة القدم بالذات، ولنا تجربة جميلة في النصر والوصل عندما استضفنا فرق السودان الكبيرة في منتصف الثمانينيات في دبي واليوم تقدم الدوحة تجربة مثالية لاهمية دور السودان في تاريخنا الكروي في منطقة الخليج العربي عامة، مع الرياضة السودانية التي لها دور حافل وله أبعاده التاريخية، فقد أسهم الإخوة (الزولات) في المنطقة بإثراء العديد من المجالات الرياضة سواء في التدريب أو اللعب أو في الطب والثقافة والأدب والصحافة.. من الصعب علينا أن ننسى دورهم وأفضالهم.. وبالأخص العبدلله أكن له كل احترام وتقدير لزملاء المهنة، من هو منهم على قيد الحياة أو من كان منهم قضى نحبه، حيث تعلمت منهم الكثير، ووقفوا بجانبي في بدايات عملي وانخراطي في بلاط الصحافة أواخر السبعينات.. فلا أستطيع أن أرد لهم الجميل إلا بهذه الكلمات البسيطة التي أعبر فيها عن محبتي لكل (الزولات).. هذه المقدمة ألهمتني إياها المبادرة القطرية، وبعد نجاحها أمس الأول بملعب حمد الكبير بالنادي العربي باستضافة مهرجان النجوم، الذي شارك فيه فريقا الهلال والمريخ بدعوة من النادي الأهلي، للدخول في معسكر إعدادي قبل انطلاقة الدوري السوداني وبطولة دوري أبطال إفريقيا والتي يشارك فيها ثنائي القمة هناك، برعاية من النادي القطري عميد الأندية والمتألق هذه الايام في داخل الملعب وخارجه، فقد تذكرت بيليه وهو في دبي قبل يومين عندما لعب في قطر أمام الاهلي عام 73 نعتز بهكذا مبادرات طيبة، تنمي برغم اختلاف العرب السياسي بسبب الكراسي، فالكرة لها أهميتها في التقارب العربي.. نحترم ونقدر تاريخ الكرة السودانية الحافل الذي تربطنا به ذكريات قديمة لا يمكن للمرء ان ينساها بسهولة، فريح السودان تهب على الخليج.. والله من وراء القصد.