14 سبتمبر 2025

تسجيل

وماذا بعد يا تعليم؟

19 يناير 2013

المعلم هو أكثر الأفراد قدرة على العطاء، ومد المجتمع بما يحتاجه من طاقات تتشكل بحسب ما يُشكلها هو من خلال كل ما يُقدم عليه ويقدمه له، وبالتالي هو أكثر الأفراد حاجة إلى التقدير الذي لابد له وأن يليق بحجم ما يقوم به، (لا) أن يُقابل عظيم جهده بتقدير يكاد بالكاد يُدرك، كما يحدث بين الحين والآخر في بعض المدارس التي لا تدرك معنى ما يقدمه المعلم، ولا تحاول فعل ذلك بتاتاً، وكأن الأمر لا يعنيها ولا يمت لها بصلة، فما يهمها من الموضوع برمته هو (الربح) الذي ستخرج به مهما كانت المتاعب والمصاعب التي ستتسبب بها لكل من تتطلبه هذه المهمة التعليمية الحقيقية، والحقيقة أن التغلب على هذه المتاعب يوفر للمعلم فسحة كافية؛ كي يبدع بكل صغيرة وكبيرة يُقدم عليها ويقدمها لطلابه، وهو ما سيسهم بتطوير المجتمع وتحسين وضعه وتحويله إلى الأفضل، أي كل ما يسعى إليه كل فرد في هذه الحياة. سؤال لماذا يعاني المعلم من الضغط رغم أنه يمد المجتمع بما يحتاج إليه من طاقات؟ وإلى متى سيظل يعمل بشكل فردي لنتيجة تحتاج إلى عمل جماعي لابد وأن تتكاتف كل الجهود من أجله؟، خاصة أن نجاح مهامه يعتمد على توافق الجهود الجماعية، التي ستنصب في قالب سيخدم الجميع في نهاية المطاف، والتعليم عملية جماعية لا تعتمد على فرد دون الآخر؛ كي يتحقق المراد، بل على كل من له علاقة به بصورة مباشرة وغير مباشرة. المساومة على المنتج الحرص هو الوقود الذي يحتاجه أي عمل نقوم به؛ كي نضمن به استمرارية نجاحه، ودوران عجلة تألقه؛ ليخرج بجودة عالية جداً، وهو الأمر ذاته مع مخرجات التعليم، والمنتج الأصيل الذي لا يجدر بنا إلا وأن نخلص من أجله، فهو المنتج الذي ستقوم عليه القواعد الأساسية لأي مجتمع إنساني متكامل، والمجازفة بهذا المنتج جريمة تستحق العقاب، الذي لا يمكن التملص منه؛ بسبب كل خسائره الفادحة التي لا تظهر إلا بعد مرور فترة من الزمن لا يمكن إدراكها بسهولة، وبالنسبة لموضوع الضغوطات التي يتعرض لها المعلم فإن الأمر وإن اختلف في كل مرة، فإنه لا يخرج عن حدود (الاحتراق النفسي) الذي يؤثر عليه كثيراً، ويلتهم راحة باله، وما قد حدث هذه المرة يُعرضه لكثير من الضغط النفسي، الذي سيؤثر لاحقاً على إنتاجه وقدرته على العطاء، وهو ما سيؤثر بدوره على المنتج العظيم الذي نتحدث عنه ألا وهو الطالب، الذي نحرص عليه وبكل قوتنا؛ كي يخرج بجودة عالية سنحتاجها في المستقبل؛ كي نضمن للمستقبل دوام الازدهار الذي لا يُصنع بسهولة، ولكنه يحتاج لكثير من الطاقة التي يجدر بها بأن تبدأ منذ البداية، والبداية هي هنا، مع المعلم الذي يتولى هذه المهمة، التي تأثرت كثيراً في الفترة الأخيرة، مع تقلب بعض القرارات بشأن تغيير مواصفات الاختبارات وبشكل لا يستند الى رأي ثابت، ولا تُعرف أسبابه الحقيقية، ولكن يبدو بأنها تؤكد أن تخبطاً يجري دون أن يدرك أحدهم (انفلات زمام الأمور)، الذي وصل بهم إلى اتباع آلية التغيير وبشكل مستفز بحسب ما ورد من بعض المعلمات، اللاتي لم يستطعن تقبل هذا التقلب الذي استنفزهن، ووترهن، وأثار غضبهن، فدفعهن إلى البحث عن إجابات لسؤال واحد فقط: لماذا يحدث هذا معنا؟ وهل يعاني عملنا من القصور والعجز؛ كي نُطالب بإجراء التغييرات والتعديلات؟ وهو السؤال الذي حرصنا على طرحه؛ كي نخرج له بإجابة تُعطيه كل ما يحتاج إليه. ولماذا نفعل؟ إن كل ما يهم الزاوية الثالثة هو توفير العدالة الاجتماعية التي يحتاجها الأفراد في ما بينهم؛ لينعم كل واحد منهم بحياة رفيعة المستوى خالية من الظلم الذي يحل كضيف غير مرغوب به في كثير من الأوقات، الظلم الذي يظهر بوجوه عديدة وأشكال مختلفة في كل مرة، برز منها مؤخراً هذا الشكل الذي أثار الرعب في نفوس بعض المعلمات ممن لم يستطعن تحمل الضغط الذي تعرضن له؛ بسبب توتر قرارات المجلس الأعلى للتعليم في ما يخص مواصفات الاختبارات التي كانت تتعرض للتغيير وبشكل مزعج كل مرة؛ ولأسباب ظلت مبهمة بالنسبة إليهن، ولم تكن شافية تهون عليهن بعض ما قد تعرضن له؛ بسبب ما قد حدث، وهو أقل ما يمكن بأن يكون لهن، وإن كان عن طريق صفحة الزاوية الثالثة. ما تسعى إليه الزاوية الثالثة سنظل نغطي كل الموضوعات التي يحسبها البعض صغيرة لا حاجة لها بالظهور وذلك؛ لأن تراكم هذه الأمور الصغيرة هو ما يجعلها تكبر أكثر وتأخذ حيزاً أكبر من حيزها الفعلي، وهو ما تفعله الزاوية الثالثة من أجلكم، وما تحرص عليه؛ تأكيداً على هدفها الأساسي الذي يقوم على صناعة الوعي وبثه بين أفراد المجتمع، والحقيقة أنها لفرصة ذهبية بالنسبة لنا؛ كي نجدد الدعوة للمشاركة بهذه الصفحة الإنسانية التي تهتم لكل صغيرة وكبيرة تهمكم؛ لتهتم بشكل يليق بكم.