15 سبتمبر 2025

تسجيل

تحت الورد شوك أم فوق الشوك ورد؟‏

19 يناير 2012

أصبحت مجتمعاتنا تعاني في الآونة الأخيرة من داء مدمر وهو التذمر والشكوى وعدم الرضا بما قسمه الله تعالى، فكثيراً مانسمع هذه تشكو من زوجها وأنه كثير الغياب عنهم بالرغم من أنه يغيب ليؤمن لهم العيش الكريم، وتلك تشكو من تأخر زواج ابنتها ولاتدري ماحكمة الله تعالى في ذلك فربما يعد لها كل الخير جزاء على صبرها، وآخر يتذمر من أن فلاناً قد انتهى من بناء منزله الكبير، بينما لايزال هو يسكن بالإيجار، ولايعرف أن الله تعالى يقسم بين الناس معيشتهم كل حسب علم الله عز وجل وحسب ماهو خير له كما يقول تعالى في كتابه العزيز (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا).. وغير ذلك الكثير، فلماذا هذا النكران لنعم الله تعالى، ولماذا نرى دوماً النصف الفارغ من الكوب ولانرى النصف الممتلئ؟ ولماذا يغار الكثير منا من الآخرين، ويرى دوماً أن الله تعالى قد أعطى غيره وحرمه هو؟ والفارق هنا هو النفوس والكيفية التي تتعاطى فيها مع الأقدار ومع الحظوظ التي رزقنا الخالق إياها، كما قال الدكتور مصطفى محمود رحمه الله في مقاله (الشقاء والسعادة ليس لها طبقة) "وليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة وشقاء وإنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها وتتجاوزه وترى فيه الحكمة والعبرة وتلك نفوس مستنيرة ترى العدل والجمال في كل شيء وتحب الخالق في كل أفعاله.. وهناك نفوس تمضغ شقاءها وتجتره وتحوله إلى حقد أسود وحسد أكال.. وتلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله. وكل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم وأهل الحقد إلى الجحيم.أما الدنيا فليس فيها نعيم ولا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. والكل في تعب". إذن فالعاقل هو الذي يدرك هذه الحقيقة، ويعرف كيف يعيش الحياة بنظرة إيجابية، وبعقلية المؤمن الذي لايتذمر ويشتكي من أن الله تعالى قد جعل تحت الوردة شوكاً مؤلماً، ولكن يحمد الله على أن جعل فوق الشوك وردة جميلة. ومضة: هناك مقولة قديمه تقول: احصِ البركات التي أعطاها الله لك واكتبها واحدة واحدة وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل... إننا ننسى أن نشكر الله تعالى لأننا لا نتأمل في البركات ولا نحسب ما لدينا ولأننا نرى المتاعب فنتذمر ولا نرى البركات. إننا نشكو.. لأن الله جعل تحت الورود أشواكا.. وكان الأجدر بنا أن نشكره لأنه جعل فوق الشوك ورداً!!