12 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم، نحتفل بمسيرة وطن تنبض قلوب أبنائه بالإنسانية والإسلام والعروبة، ويفخرون بالإنجازات التي حققوها منذ بدايات تشكُّل النظام السياسي للدولة في نهايات القرن التاسع عشر على يدي المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، رحمه الله، حتى عهد سمو الأمير المفدى، صقر العرب: تميم المجد، حفظه الله. نحتفل ونحن نرى ربوع الوطن تزهو بالمدارس والجامعات ومراكز البحوث والمستشفيات والمصانع والمزارع، ونلمح أطياف الأمجاد في أيامنا القادمة، وتهتز قلوبنا اعتزازاً بتقدير العالم واحترامه لسياساتنا الخارجية والداخلية. 1) قطرُ ومجلس التعاون: بلادنا وشعبنا جزء أصيل من خليجنا العربي وشعوبه، وهذه حقيقة خالدة، إلا أن مجلس التعاون، بعد استعماره سياسياً من السعودية والإمارات، لم يعد صالحاً لتمثيل دول الخليج العربية، ولابد من القيام بإصلاح نظامه الأساسي ومؤسساته بعيداً عن تأثيرات السياسات الرعناء والدعاوى الفارغة لتلكما الدولتين، بما يضمن تمثيلاً متكافئاً ومتساوياً لكل دوله. ونحن، القطريين، نؤكد في يومنا الوطني على سيادة بلادنا وحرية قرارها، والتزامنا بنظامها السياسي ودستورها. أما أوهام دول الحصار في قلب نظام الحكم، فستذهب أدراج الرياح، وستبقى قطر وشعبها بقيادة سمو الأمير المفدى شامخةً، عزيزةً، سائرةً على دروب النهضة والتمدن، ساعيةً لترسيخ وجودها الحي الرائع كدولة مؤسسات ذات مجتمع مدني فاعل ومتطور ومتجدد أبداً. 2) قطرُ الحاضرِ والمستقبلِ: قبل اثنين وعشرين عاماً، انطلقت مسيرة بلادنا الحضارية بقوة وتصميم وإرادة وفقاً للرؤية الوطنية لسمو الأمير الوالد. وقبل سنة ونصف، قاد سمو الأمير المفدى الانطلاقة الثانية لمسيرتها، بعدما قامت أبوظبي بجرِّ الرياض إلى مؤامرة الحصار، فنجح سموه بالوصول ببلادنا إلى مراتب عليا من النجاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكانت حكمته ورؤيته السياسية نقطتا التحول في مسيرتنا لأنه أبعد بلادنا عن مستنقعات التخلف الحضاري والسياسي لدول الحصار التي امتهنت التجارة العبثية بمصائر الدول والشعوب، ولم تفعل طوال تاريخها الحديث إلا تفريخ الإرهاب فيها وتصديره إلى الدنيا، ولم تنجح إلا في توليد عوامل السخط الشعبي داخلها وخارجها، حتى أصبحت بؤراً للتصهين والانسلاخ عن العروبة والإسلام والإنسانية. أما نحن، القطريين، فإننا واثقون بأن بلادنا بقيادة تميم المجد ستحقق رؤيتها الوطنية التي تستند إلى الإنسان المواطن وتهدف إلى تفعيل طاقاته الإبداعية، والحفاظ على مكتسباته وإنجازاته. 3) قطرُ وطنُ الإنسان: فالإنسان المواطن هو القيمة العظمى التي تندرج تحتها كل القيم، وتُسخَّرُ له كل الإمكانات ليعيش حياةً كريمةً فيها تعليم وصحة وعمل ورفاه وضمانات اجتماعية، والأهم من ذلك كله؛ حرية التفكير والتعبير. فنحن نتجول في بلادنا فلا نرى فيها معتقلات وسجوناً يُقمع الناس فيها لمجرد الشبهة والظن، ولا نسمع عبارات التخوين لمواطن بسبب آرائه ومواقفه من كل القضايا، بل نرى الوجوه باسمةً، والقلوب نابضةً بالخير والعطاء في ظل الدستور والقوانين المنظمة لكل شؤون الحياة، وندرك أن لكل واحد منا موضعاً في قلب سمو الأمير المفدى. 4) قطرُ الإسلامِ والعروبةِ: ففي قلوب أبنائها تتردد أحلام وآمال وأفراح وآلام كل مسلم وعربي في الدنيا، وتهتز نفوسهم فخراً واعتزازاً بكل إنجاز يحققه المسلمون والعرب. ففلسطيننا الحبيبة وأبطالنا الصامدون المجاهدون من شرفائها، هما النور الذي يشرق في قلوبنا، فلنمح فيه ظلال أجنحة ملائكة الرحمة التي تُظلُّ الشام كما أخبرنا الأغلى من حياتنا ودنيانا، صلى الله عليه وسلم، ويبدو لنا الأقصى المبارك حزيناً وقد اجتمع عليه الصهاينة والمتصهينون العرب، فنهب للذود عنه وعن فلسطيننا وأهلنا فيها بما نستطيع. أما جراحنا الغائرة في يمننا وسوريانا وليبيانا فإننا نعيش مواجعها في ضمائرنا، ونحاول التخفيف منها بمواقفَ سياسية ووقفاتٍ إغاثية وإنسانية رغم أنوف المتصهينين الذين يتوهمون أنهم قادرون على قتل روح الأمة. باختصار شديد، إن انتماءنا لأمتينا العربية والإسلامية لا يقف عند حدود الأقوال، وإنما نعززه بالأفعال الخالية من الغرض السياسي، وندعمه بالإرادة والرؤية اللتين تتميز بهما سياسات سمو الأمير المفدى. [email protected]