21 سبتمبر 2025

تسجيل

إذلال الحصار في اليوم الوطني

18 ديسمبر 2017

تحل اليوم ذكرى اليوم الوطني القطري الذي تحتفل به البلاد في الثامن عشر من ديسمبر سنويا، وتأتي الذكرى هذا العام لتوافق مرور أكثر من ستة أشهر على الحصار الظالم الذي فرض على قطر تحت دعاوى باطلة وأسباب واهية، غير أن ما يدعو للفخر -رغم مرارة الحصار وتداعياته- تلك الصورة الوطنية الرائعة التي جسدها التفاف المواطنين والمقيمين حول القيادة القطرية في تحد أذهل العالم وأذل الحصار وأربك المحاصرين، وهكذا وجد المجتمع الدولي نفسه أمام مشهد يعكس قوة قطر وصمودها والتلاحم بين الشعب الوفي وقيادته الرشيدة. وهو ما أكسب الدوحة احترام وتقدير العالم وهي تتعامل مع الحصار بشموخ وكبرياء؛ فلا تفريط في الثوابت ولا تراجع عن المبادئ العربية الأصيلة.  لا شك أن ذكرى اليوم الوطني هذا العام محملة بكثير من الرسائل لدول الحصار، ويبرز في مقدمتها أن قطر نجحت في إدارة أزمتها مع دول الحصار بعقلانية واحترام كبير للذات، بعيدا عن التشنج أو فقدان العقل، كما إن الذكرى تحل والقطريون تغمرهم مشاعر العزة ويستبشرون خيراً رغم الحصار وتداعياته، ومن الرسائل المهمة أيضا أن العز في بقاء الوطن حرا مستقلا غير خاضع للابتزاز أو الترهيب، كما إن المجتمع القطري كسب احترام العالم بمراعاته للعلاقات مع أشقائه. وفضلا عن ذلك فقد نجحت الدوحة بوعيها وحنكتها السياسية في إيصال رؤيتها المتكاملة لحل الأزمة إلى عواصم صنع القرار، معتمدة على خطاب سياسي فعال ومؤثر، يستند إلى قوة المنطق وحجة القوانين الدولية، وتمسك قطر بمبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتعاونها مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، ودعوته الصادقة لتبني سياسة واضحة للحوار والتفاوض، وفتح صفحة جديدة قوامها صدق التعامل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. كما تبرز الرسالة الأهم والأقوى أن الدوحة ورغم الحصار الذي دخل يومه السابع والتسعين بعد المائة ماضية بكل ثقة في تنفيذ برامجها التنموية واستعداداتها لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، فضلا عن التزاماتها المحلية والإقليمية ومنها استمرارها في إيصال المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 100 دولة، وحافظت على احتلالها المرتبة الثالثة في قائمة الجهات المانحة الرئيسية بالأمم المتحدة، وتقديم أعلى نسبة مساعدات إنسانية في المنطقة، ويتوج ذلك علاقاتها الخارجية المتميزة التي أصبحت في صورة أفضل مقارنة بما قبل الأزمة. يمكن القول وبكل ثقة إن قطر إنما تحتفل اليوم بمناسبتين الأولى ذكرى يومها الوطني والثانية هزيمة الحصار وإذلاله وانتصارها للحق وللكرامة الوطنية.