31 أكتوبر 2025
تسجيلاختلاط الحابل بالنابل، لم تعد باريس تتوجس من تواجد العرب والمسلمين بعد العمليات الإرهابية الأخيرة بل بات العرب والمسلمون يعيشون هواجس مماثلة من التعرض للاعتداءات والعمليات الانتقامية في الداخل والخارج. تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن الهجوم وتوعد أيضا باستهداف العاصمة الأمريكية واشنطن بسلسلة من الهجمات. الضحية الكبرى والتي تعيش الموقف الأضعف هي الجاليات المهاجرة وزاد المشهد تعقيدا تفاقم أزمة اللاجئين في الولايات المتحدة وأوروبا والذين يعود أغلبهم إلى أصول عربية وإسلامية والذين تدفقوا بمئات الآلاف منذ بداية العام، وأكثرهم سوريون وعراقيون هربوا من الحرب، فبعد ساعات على هجمات باريس، قام محتجون بحرق مخيم للاجئين شمالي البلاد يقطنه نحو ستة آلاف لاجئ، هذا المخيم أغلبه من سوريا وبلدان شرق أوسطية وإفريقية، وسائل إعلام فرنسية أشارت إلى أنه كان متعمدا وجاء انتقاميا. كما أعلنت مجموعة من الولايات الأمريكية وبعض الدول الأوروبية أنها لن تستقبل أي لاجئين جدد بسبب مخاوف أمنية بعد الهجمات الأخيرة.رئيس الفيدرالية العامة للمسلمين في فرنسا أشار إلى أن المكاسب التي حققها المسلمون في فرنسا وغيرها خلال السنوات الماضية ستهدر إلى حد كبير، وسوف تتضاعف موجات العداء الغربي ضد المسلمين ومنشآتهم والمهاجرين الجدد من سوريا والعراق، وغيرها من بلدان العالم الإسلامي. وطالب دول العالم الإسلامي بحملة استنكار ضخمة في الوسائل الدولية لأحداث باريس، والتبرؤ من المجرمين الذين ارتكبوا هذه الأحداث المفزعة والمدانة شرعاً وعرفاً وقانوناً، مؤكداً أن المسلمين في الدول الغربية كافة سيواجهون ظروفاً صعبة للغاية تشبه التي حدثت عقب أحداث سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، ولابد أن نستعد لمواجهتها بالحكمة والعقل والمنطق، بعيداً عن اتهام الغرب بمعاداة الإسلام والمسلمين.وناشد من جهته وبحرقة جميع المؤسسات الإسلامية في دول العالم الإسلامي على كافة اختلافها وتنوعاتها ومذاهبها الدينية والسياسية إلى التوقف عن تصدير الفكر التصادمي مع الغرب، وعدم اتهام الغرب بمعاداة الإسلام، مؤكداً أن هذه الاتهامات المتشنجة تأتي بنتائج عكسية وتضاعف من موجات التصعيد ضد المسلمين؟!