15 سبتمبر 2025

تسجيل

كل صباح وأنت بخير

18 نوفمبر 2014

لحظات كثيرة تلك التي نبدأ بها صباحنا فنجدها وهي مُحملة بكثير من الهموم والمخاوف، التي تجعل الرؤية ضبابية نوعاً (ما)، فلا نستطيع معها (تلك الرؤية) التفكير بما يجدر بنا فعله، ولكن التفكير بكيفية التملص من تلك الهموم، التي تحرمنا من حق توقع ما يمكن بأن يكون عليه اليوم ذاته؛ لمعرفة جميله وقبيحه؛ لذا ولغياب ذلك الحق عنا، والذي يسمح لنا بأن نفكر بل ونركز على ما يجدر بنا فعله، نجد أننا ننشغل بالبحث عن الطرق المثالية التي يمكن أن تساعدنا على تمرير ساعات اليوم على خير كما نحسب، دون أن ندرك أننا نُضيع أجمل لحظات حياتنا، التي لا يمكن أن ندرك حلاوتها حتى نعيشها كاملة ودون أن نفكر في أي شيء آخر لا خير فيه، وبكلمات أخرى حتى نسمح لأنفسنا بأن نعيش اللحظة كما هي دون أن نمسحها من قاموس الحياة قبل أن ندرك معناها الحقيقي، والحق أنه ما يجدر بأن يكون؛ لأن اللحظة وإن بدت لنا تعيسة منذ البداية، إلا أنها تحمل لنا الخير، الذي سنحصل عليه حين نخلص بعملنا، ونخوضها تلك اللحظة حتى النهاية حيث ما نريده، وسيكون لنا متى خرجنا في أثره، دون أن نسمح للمخاوف أن تقف في طريقنا فلا نُقبل على فعل ما يجدر بنا فعله، بل على العكس نواجهها بكل ما نمتلكه من قوة حتى تنزاح عن الطريق؛ لنمضي نحو ما نريده كما نريد، دون أن يعبث بنا الخوف أبداً، خاصة أن هذا الأخير يكبر ويكون إن سمحت له بأن يفعل؛ لذا فإنه ومن الأجدر بأن توقفه عند حده بكل وسيلة ممكنة وتدركها أكثر من غيرك. لربما تقف على رأس حقيقة (ما)، وهي أن الخوف حق طبيعي يفرض نفسه على القلب، ولكن غير الطبيعي بأن يتمادى؛ ليمتد ويأخذك بعيداً عن المهام الواجب عليك إتمامها، وكل ذلك؛ لأنه (والحديث عن الخوف) يقف لك بالمرصاد، ولا يسمح لك بالتركيز على روعة ما يحمله لك يومك، ويمكن بأن يغير ملامح حياتك إن سمحت لنفسك بمواجهته، وهو ما يمكن بأن نخرج به كنصيحة لابد وأن تبدأ بها يومك وهي: عش لحظاتك دون خوف أو تردد، ودون أن تخشى تلك الهموم التي تقابلك بمجرد أن يمد الصبح أطرافه؛ معلناً استيقاظه ليوم جديد، ثم واجه كل ما يمكن بأن يعترضك دون أن تستسلم له حتى تعرفه جيداً وذلك؛ كي تعرف حجمه الحقيقي؛ لتدرك حقيقة ما يكون عليه وتخرج بالطريقة المثالية التي تساعدك على التعامل مع كل ما يمكن بأن يعترض طريقك، وتذكر بأن كل ما تفعله يتطلب منك مواجهة واقعك؛ لخوض التجارب الجديدة، التي ستدرك معها ما لم تدركه من قبل.وأخيراً كلنا نعاني من الضغوطات التي يفرضها علينا الزمن، وتنتقل معنا حتى وإن لم نكن لنرغب بها، وهو ما يجعلنا (سواسية) تجمعنا ذات المكانة، التي لن نختلف عليها؛ لنبلغ مرحلة أخرى أعلى بكثير لن تكون لنا إلا إن كان منا الأفضل ونعني بذلك (المواجهة) التي يمكن بأن تبدأ بابتسامة عريضة تُعلن تقبلنا لكل ما نملكه، وتترجم إصرارنا على تحويل كل محنة إلى منحة لا شك ستلون الحياة بألوان زاهية ستغيب معها ظلمة الهموم والمخاوف؛ لنسير وبكل ثقة نحو الأفضل والأجمل بإذن الله تعالى.وماذا بعد؟ تذكر: أن ما يكون من الأمس لابد وأن يكون للأمس؛ لأنك وإن حملته معك إلى عتبة يوم جديد فلن تتمكن من السير لمسافة أطول، وستقع في أول حفرة تجدها في طريقك (لا قدر الله لك ذلك)؛ لذا فلتترك للأمس ما هو له، ولتفكر في يومك بما فيه، وليكن للغد ما قد قدره الله له، وسيكون لك ما قد قدره الله لك، وكل صباح وأنت بألف خير.