15 سبتمبر 2025

تسجيل

في بيتنا (زول)

18 نوفمبر 2013

بيني وبين الإخوة السودانيين عشرة عمر تمتد لأكثر من 30 سنة خاصة في المجال الإعلامي وهي مهنتي التي أعشقها خاصة الإعلامي الرياضي وتحديدا الصحافة والرياضة والإخوة السودانيون لهم حكاية مع الصحافة لما يعرف عن هذا الشعب تعلقه وعشقه لها وللرياضة ومن هنا لابد أن نذكر جيل اليوم بالدور الرائد الذي قاموا به هنا في بلدهم الثاني الإمارات في عدة فترات في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات. ونتوقف هنا إلى شأن الصحافة التي يعتبرها الشعب السوداني قهوة الصباح ووجبة أساسية في حياته اليومية. فهم عشاق الكلمة وكرة القدم بالذات. وتاريخنا في الخليج عامة والإمارات خاصة مع الرياضة السودانية عميق وحافل وله أبعاده القديمة فقد أسهم الإخوة (الزولات) في المنطقة بإثراء العديد من المجالات الرياضة سواء في التدريب أو اللعب أو في الطب والثقافة والأدب والصحافة، من الصعب علينا أن ننسى دورهم وأفضالهم. وبالأخص العبد لله، أكن كل احترام وتقدير لزملاء المهنة فمن منهم على قيد الحياة أو من منهم قضى نحبه (كمال محمد أحمد وعبد المجيد عبد الرزاق ومحمد عابدين ومختار حسين) رحمهم الله جميعا حيث تعلمت منهم الكثير ووقفوا بجانبي في بدايات عملي وانخراطي في بلاط الصحافة أواخر السبعينيات.. فلا أستطيع أن أرد لهم الجميل إلا بهذه الكلمات البسيطة التي أعبر فيها عن محبتي لكل(الزولات) فقد كان لهم إسهامات في جميع الصحف الخليجية من دون استثناء. الصحافة الرياضية لها مكانتها حيث يقدر الصحفي بحجم عطائه ودوره في المجتمع ونجد هذه الأيام تقديرا معنويا وجده عدد من زملاء المهنة نعتبرها تكريما لنا جميعا لأول مرة فقبل سنوات وفي أمسية رمضانية رائعة نعمنا فيها بكرم وأريحية الأشقاء السودانيين وهم يستضيفوننا بدار نادي الجالية السودانية بدبي ولزاما عليّ أن أرد الوفاء والدين لأهل الوفاء حيث تشرفت بإقامة لقاء هو الأول من نوعه بتاريخ الصحافة الرياضية بالمنطقة حيث لبى 20 صحفيا رياضيا من البلد الشقيق دعوتي لأستمتع بآرائهم بعيدا عن هموم العمل اليومية فكانت ليلة ولأروع تقدمهم الأستاذ الكبير كمال طه واحد من الأسماء الجميلة في الصحافة الرياضية التي لعبت دورا في الرياضة الإماراتية. حيث أتحمل هذه الأيام مسؤولية التوثيق الرياضي وهو شرف كبير لي وعادت بي الذاكرة إلى عقود مضت عرفنا خلالها الإخوة الأشقاء السودانيين من الذين وفدوا إلى أرضهم أرض الإمارات الطيبة وشاركوا في بناء نهضتها الحضارية الحديثة بخبراتهم وعلمهم.. تذكرت كمال حمزة والمرحوم الفاتح التيجاني مؤسسي أول اتحاد لكرة القدم بدبي عام 65 والبروفيسور علي شمو وكيل وزارة الإعلام.. لحظات جميلة عشتها مع الزملاء الطيبين الذين تعرف أصالة معدنهم بعيدا عن النفاق الاجتماعي الذي كثر للأسف هذه الأيام إلا أن الإخوة وهذه حقيقة لا يعرفها هؤلاء ولذا دخلوا القلوب من أوسع الأبواب فلا نرجسية ولا أنانية ولا حب الذات ولا غطرسة ولا دجال وقيل وقال ولا أنا ومن بعدي الطوفان.. والله من وراء القصد..