14 سبتمبر 2025

تسجيل

من الفومو إلى الجومو!

18 أكتوبر 2022

في غضون العقد الماضي، اُشتهر مصطلح (الخوف من فوات الأمر) (FEAR OF MISSING OUT) أو اختصاره (FOMO) "فومو". ومعناه، هو خوف الانسان من أن يفوته شيء أو أمر أو معلومة، كأن يعرف غيره المعلومة قبله، أو أن يذهب غيره إلى مطعم جديد أو قهوة مشهورة قبله أو بدونه أو أن يفوت الانسان على نفسه الذهاب إلى حفل أو مؤتمر، فيفوته ما يحدث خلال هذه المناسبات.. وهكذا. هذا الخوف أصبح خوفا حقيقيا عند الكثير من الناس في يومنا هذا. وقد شرح بحث في مجلة (COMPUTERS IN HUMAN BEHAVIOR)، نُشر في يوليو ٢٠١٣، أسباب "الفومو"، وذكر منها عدم رضا الانسان عن حياته، وأن يكون الانسان ذا مزاج متدنٍ ومتذبذب، وأن يشعر الانسان بأن حاجاته لا تُلبى، وأخيراً وليس آخراً، برامج التواصل الاجتماعي. مفهوم الفومو موجود منذ بداية الألفية الثالثة، ولكنه اُشتهر وانتشر مع نشأة ورواج برامج التواصل الاجتماعي. هذه البرامج التي جعلت الكثير من الناس مرتبطين بهواتفهم ارتباط الأم بابنها. وهذا الارتباط جعل من الفومو خوفا لا مرد منه، وقد لا يكون هو بنفسه أمراً سيئاً ولكن الأكيد أن تبعاته سيئة. فالفومو يأخذ الكثير من وقت الانسان. الفومو قد يجعل الانسان في مقارنة دائمة بينه وبين غيره لا من أقرانه وحسب بل من أناس قد لا يمتون له بأي صلة! كأن يقارن انسان بينه وبين لاعب كرة قدم مشهور وغني، وهو دكتور اسنان لا يعرف أصلاً كيف يضرب الكرة! هذه المقارنات بدورها قد تزيد من حنق وحسد وحقد الانسان على غيره وواقعه مما سيجعله غير سعيد في حياته. وهذه هي أكبر مساوئ الفومو!. الأمر الجيد بأن هنالك الكثير من الحلول لمشكلة الفومو، حتى نصل من الخوف إلى الفرح.. وتحديداً "الجومو" (JOY OF MISSING OUT)، ويُقصد به الفرح مع فوات الأمر. فيفرح الانسان، حتى وإن لم يخرج مع أصحابه في ليلة ما، ولا يقلق لأنه لم يعرف عن موت الملكة إليزابيث من أول يوم لوفاتها، ولا يتوتر لأنه لم يسافر في الصيف كما سافر قريبه! يكون الانسان في حالة الجومو، فرحا وقنوعا بنفسه وحاله وحياته. ويصل الانسان إلى هذا الحال، عندما يُخفف من تعلقه ببرامج التواصل الاجتماعي وبهاتفه الذكي، ويقلل من الوقت الذي يقضيه على هاتفه. بالإضافة إلى تركيزه على أهدافه وعمله وحياته دون أن يقارن نفسه بغيره حيث أن لكل انسان رحلته وطريقه الخاص. الرحلة من الفومو إلى الجومو، ليست سهلة، وقد تكون طويلة بالنسبة للبعض، ولكنه طريق يستحق المشي، بل والحبي إليه! لأنه طريق ينتظر في آخره تاج الرضا وكنز القناعة!.