16 سبتمبر 2025

تسجيل

تبعات الحصار تنتقل لليونسكو

18 أكتوبر 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يمكننا القول بأن هنالك سببين للفشل العربي، فشل بسبب ضعف العرب، وفشل آخر سببه إفشال العرب عمدا للعرب الآخرين، فنشاهد بعض الدول تحول الساحات الدولية إلى فرصة لتصفية الحسابات وإنهاء معارك تسببوا في إشعالها وخسروا فيها، وبالتالي فهم يحاولون إيجاد انتصار حتى وإن كان هذا الانتصار هو هزيمة منافس عربي، تماما كما حدث في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو".. لم يهدأ لدول الحصار بال طيلة فترة انتخابات منصب المدير العام لليونسكو، حتى وصل ببعض منهم القول بأنهم على الاستعداد للتصويت لمرشح ولو كان من إسرائيل ولا يصوت للمرشح القطري. كما نلاحظ ومنذ بداية الأزمة الخليجية لم تكف دول الحصار عن خلق بروبغندا للتشويش على أي تحركات دولية تقوم بها قطر، فكل ما قامت به دول الحصار حتى هذا اليوم لم يأخذه المجتمع الدولي على محمل الجد، وجلَ ما حصلوا عليه من أكاذيب هي مجرد "رتويت" للتغريدات في تويتر و "اعجابات" لمقاطع على اليوتيوب تحمل وصفا ومحتوى سطحيا ولا تخلو إلا من أسلوب شعبوي يستهوي وينطلي على فئة معينة. أي بمعنى آخر، لا تملك دول الحصار أي قوة أو نفوذ سوى البذاءة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأسلوب همجي بلطجي كما رأينا المصري الذي صرخ بشكل هيستري في منظمة اليونسكو بعد إعلان فوز المرشحة الفرنسية أودري أزولاي بفارق صوتين على مرشح دولة قطر الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وبالرغم من محاولات الجانب المصري نفي اي علاقة بهذا الشخص، إلا انه لا يمكن تخطي البوابات والنقاط الأمنية في اليونسكو إلا بتصريح مسبق مما يؤكد علاقته بالوفد الدبلوماسي المصري.إن الشقاق العربي- العربي هو أسوأ شقاق، فحين تأتي الخصومة بين العرب يأتي ايضا الفجور في الخصومة كما شاهدنا في انتخابات اليونسكو، أمر يؤكد أن الأزمة الخليجية التي اختلقتها دول الحصار لديها بعد آخر غير سياسي، والدليل كل التحركات غير السياسية التي قامت بها دول الحصار على المستوى الخليجي أو الدولي والتي باءت بالفشل. والشقاق العربي هذا هو الذي جعل العرب يفشلون في الوصول لمنصب مدير عام اليونسكو، المفارقة "العربية" تلك بأنه كلما دخل مرشح عربي للانتخابات أقصي من قبل مصر، كما حدث في عام 1999 الفقيد غازي القصيبي، ومن ثم محمد بجاوي من الجزائر في 2009، والمفارقة الأخرى أن مقر "الجامعة العربية" لازال في مصر ولكن لم تعد مصر جامعة للعرب ولم يعد للعرب جامع! أخيرا، لا يمكن الوثوق في حكومات دول لا تستطيع التعامل في المحافل الدولية بنضج وواقعية، فتصرفات وتصريحات دول الحصار تؤكد عمق الأزمة الفكرية والأخلاقية التي يعانون منها وتجلت بوضوح في الأزمة الخليجية.