12 سبتمبر 2025
تسجيلتعد الأزمة الخليجية الحالية بين السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر من أسوأ الأزمات التي مرت بها الدول الخليجية ما بين بعضها البعض في المنطقة. فلم يحدث من قبل أن تمت مقاطعة عاصمة خليجية عضو في مجلس التعاون كما يحدث مع الدوحة، وفرض حصار عليها، وإغلاق كافة المنافذ البرية، فضلا عن حدودها البحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية ويمنع المواطنون من السفر إليها، أو الإقامة فيها، أو المرور عبرها، وعلى المقيمين والزائرين منهم سرعة المغادرة خلال مدة لا تتجاوز 14 يوما.لقد كشفت الأزمة عن خلل كبير في منظومة مجلس التعاون الخليجي وآليات حل الخلافات والتوصل إلى تسويات بين الأعضاء ولا عجب أن يكون الأمين العام غائبا عن الأزمة بشكل تام ولم يدل بأي تصريح أو بيان أو موقف حيث أثبتت الأزمة الخليجية عدم قدرة المجلس على صناعة القرارات وممارسة صلاحيات، وهي التي تحتكر بشكل كامل من قبل أشخاص في هرم السلطة في كل دولة خليجية. ومع استمرار الأزمات دون الوصول الى تسويات سياسية مقبولة بين الأطراف الخليجية في الأزمة، يزداد التباعد وتفاقم الخلاف وفقدان الثقة بين الدول الأعضاء، مما ينعكس على واقع منظومة مجلس التعاون ومستقبلها من الانتقال من الأطروحات من التعاون إلى الوحدة والتكامل الاقتصادي والسوق المفتوح والعملة المشتركة إلى مرارة واقع استمرار بقاء المنظومة على شكلها الحالي دون تغيير وعدم انسحاب دول تلقاء نفسها نتيجة عدم الرغبة في البقاء بسبب الخلافات الحالية أو المستقبلية المتوقعة، أو الدخول في تحالفات جديدة مع دول إقليمية أخرى أو دولية وانهيار منظومة المجلس وتفكك مؤسساته. حيث تصبح مثل المنظمات العربية والإقليمية سالفة الذكر، سواء تلك التي أصبحت جثة هامدة مثل جامعة الدول العربية، أو تم تشييع جثمانها، كما حدث مع اتحاد المغرب العربي.مستقبل المنظومة الخليجية على المحك في ضوء تفاقم الخلافات المستمرة القديمة والجديدة، واتساع رقعة الأزمة الخليجية الحالية رغم الوساطات والدعوات لاحتوائها ومحاولة التعامل معها وتجاوزها بعد الوصول الى طريق مسدود!