11 سبتمبر 2025

تسجيل

هل تُجيد لعبة التواصل ؟

18 أكتوبر 2014

حين فكرت في موضوع هذا الأسبوع الذي قررت تسليط الضوء عليه، شعرت بأنه سيكون كبيراً لدرجة أن الصفحة لن تستوعبه؛ لذا ومن أجلها الفائدة، فلقد بدأت المحاور تتدفق ولكن بشكل تعريفات رغبت بأن أقدمها لكم؛ كي نخرج بأكبر كم من الفائدة المُرجوة والمُعلقة حول رقبة هذه الصفحة، حتى ومتى انتهينا منها اكتملت الصورة، واتضح لنا كل شيء يمكن بأن نحتاج إليه فيما بعد، وعليه إليكم ما قد خرجت به من تعاريف: التواصل: حاجة مُلحة ينادي بها أي تجمع يجمع الأفراد ببعضهم البعض، ويخلق لهم تواجداً يكون بتوافق الظروف الزمانية والمكانية واتفاقها حتى وإن وُجد الاختلاف؛ ليخرج الجميع بخبرات وتجارب إنسانية مُكتسبة ستُضفي عليهم الكثير، وستُضاعف من حصيلتهم الحياتية، التي ستُمكنهم من خوض مراحل جديدة من الحياة تحتاج إلى معارف كمية وكيفية لن تُكتسب إلا عن طريق التواصل، الذي بدأت به كأول تعريف من تلك التعاريف التي خرجت بها في هذا اليوم، والذي سأعود ومن جديد؛ كي أقول بأنه حاجة مُلحة يُنادي بها أي تجمع يجمع الأفراد ببعضهم البعض. الآخر: هو النصف المُكمل لكل ما نملكه ونرغب بأن نحصل عليه في يوم من الأيام، ولكننا نضيع معه ومنه أحياناً وبسبب الاختلاف، الذي قد يطل وبشكل طبيعي في إحدى محطات الحياة، التي تتطلب معالجة واعية تليق بحجم الخلاف القائم، والذي ومن الممكن بأن نمتصه وبسهولة إن أدركت جميع الأطراف (لعبة التواصل) وبشكل يسمح لها بأن تتابع رحلة الحياة.(لعبة التواصل): هي تلك المهمة الروحية التي يرتاح معها وبها القلب حين يخوضها مع طرف آخر يجدر به أن يدرك أصول اللعبة؛ كي تكون سليمة وأكثر متعة من أي شيء آخر قد يسلبنا فرحة الحياة، ويحرمنا حق التمتع بها، وهو كل ما قد دفعنا ومنذ البداية لخوض لعبة سيستعيد معها القلب سعادته ويفر بها بعيداً عن تعاسته. الحياة: فرصة قدرها الله لنا؛ كي نستثمر كل ما نملكه فيها؛ لكسب ما نود امتلاكه وبما يُرضي الله، ودون أن ينحرف عن إطار المشروع واللائق ضمن نطاق هذه الفرصة الجميلة، التي منا من يُحسن استثمارها بشكل جيد، ومنا من يتفوق على من سبقه، ومنا وللأسف الشديد من لا يجيد ذلك بتاتاً، فينجرف بحياته نحو الهاوية وهو يحسب بأنه في طريقه نحو القمة، التي تبدو له كذلك غير أنها بالمقلوب.التميز: اجتماع القدرة الكافية والوعي التام في قلب صاحبه، الذي لا يسعى إلا إلى الأفضل، فيتجاهل كل ما يدور من حوله، ولا يركز إلا على ما يريده فحسب حتى يحصل عليه، فإن كان الفوز بـ (لعبة التواصل) همه الأكبر، وهدفه الوحيد، فإنه وإن صب قدرته الكافية ووعيه التام في قالب التركيز؛ لفاز بتواصل عظيم سيدوم له بثماره الإيجابية حتى وإن رحل عن هذه الدنيا.وأخيراًفإن حاجتنا إلى التواصل وإلى اتقان لعبته ماسة جداً، ولا يمكننا التفريط بها؛ لأنها تساعدنا على تجاوز العديد من مشكلات الحياة دون أن نحملها معنا كل الوقت حتى لنفقد الصحة الجسدية، ونعبث بصحتنا النفسية، التي ستؤثر سلباً على المجتمع وإن كان ذلك على المدى البعيد الذي لا يدركه بعض الأفراد حين يبدأ فيهم، ويأخذ من حياتهم حيزاً لا يُستهان به بتاتاً، ولكنهم لا يتطرقون إليه؛ بسبب جملة من الأسباب ستخجل من نفسها إن أدركت حقيقتها، والحق أن الأثر السلبي الذي سيقع على الفرد ومن بعده الجماعة حتى ليمتد الأمر إلى نسيج المجتمع يستحق منا الوقوف عليه؛ لتناوله وتداوله من خلال صفحتنا الأسبوعية التي تهتم بأمر الفرد والمجتمع، وعليه فلقد كان حرصنا الشديد على التطرق إلى هذا الموضوع، الذي سنقدمه لكم، فإليكم ما هو لكم أصلاً. من همسات الزاويةمن الطبيعي أن نختلف كبشر؛ لأن الخلاف ظاهرة صحية ندرك معها صحة ما نتمتع به من صحة، أما غير الطبيعي هو أن نظل دوماً على وفاق مصطنع لا يكون إلا لحرصنا على تمسكنا بالآخر، الذي يجدر بنا تعلم الكيفية المناسبة التي تساعدنا على خوض مناقشة صحية معه خالية من التعصب، الذي يعصب العيون ويحرمها حق النظر؛ للحكم وبشكل جيد سيوفر الكثير إن وفرنا له القليل من الاحترام، الاهتمام، والالتزام بقواعد لعبة التواصل، التي نُحددها نحن، ونتفق على شروطها معاً؛ كي نظل كما نحب بأن نظل.