05 نوفمبر 2025

تسجيل

القدس والأقصى في القلب

18 أكتوبر 2014

الاشتباكات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية وغزة تؤكد أن الفلسطينيين لن يقفوا في أي لحظة من اللحظات مكتوفي الأيدي إزاء المحاولات الإسرائيلية المستمرة التي تستهدف تمكين المستوطنين المتطرفين من اقتحام المسجد وتدنيسه والمساس بالمقدسات ومحاولة استفزاز المشاعر الدينية لدى الفلسطينيين . وقد شهدت أمس هذه الاشتباكات أقصى حدة لها خارج المسجد الأقصى الذي يعتبر أحد أقدس المجمعات الدينية وأشدها حساسية من الناحية السياسية، بعد قيام الشرطة الإسرائيلية بمنع الفلسطينيين من دخول المصلين لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، بينما تسهل دخول المستوطنين إليه لتدنيسه والعبث بمقدساته تحت العديد من الادعاءات والافتراءات الكاذبة وحمايتهم أثناء قيامهم بتحدي المشاعر الفلسطينية وسط مدينة القدس المحتلة. إن المحاولات الإسرائيلية المستمرة منذ الثالث من أكتوبر، عشية عيد الأضحى وعيد الغفران اليهودي، حيث تعيش مدينة القدس حالة حصار مشدد ومواجهات شبه يومية وإحكام القيود على دخول المصلين المسلمين إلى الأقصى إنما تؤكد أن إسرائيل كلما شعرت بأنه أحيط بها من جانب الفلسطينيين وما حققوه من مكاسب فإنها تلجأ إلى الجانب الآخر من استفزازها بتحريك المستوطنين ودفعهم لإثارة المشاعر الفلسطينية بما تقدمه لهم من تسهيلات لدخول المسجد ومحاولة تدنيسه لشغل الرأي العالم وكسب الوقت للهروب من الالتزامات واللعب بالأوراق التي يطالب بها المجتمع الدولي تجاه الفلسطينيين منذ أن بدأت العديد من الدول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، إن الوضع الذي تعمل إسرائيل على خلقه يستوجب رص الصفوف الفلسطينية وتفعيل الحشد الشعبي تجاه قضية المسجد الأقصى، وتعزيز الثقافة الجهادية وتنظيم أيام للغضب والانتفاضة وعلى جميع الفصائل الفلسطينية بذل كل ما لديها من جهود لتوحيد صفوفها والتكاتف والعمل معا وبشكل موحد في الضفة وغزة والقدس وكل الأراضي الفلسطينية لتكون بوحدتها وتماسكها رادعا للاحتلال وللمستوطنين المتطرفين وليدرك الجميع أن المسجد الأقصى خط أحمر وأن استمرار اقتحامه والمساس به سيفجر بركانا لن تحتمله سلطات الاحتلال في كل الأرض الفلسطينية . كما يطلب من القيادة الفلسطينية أن تكون على أقصى درجات الإدراك لخطورة المرحلة واستثمار علاقاتها الدولية المتنامية للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتثبيت القرار الذي حصلت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة"، بحصول فلسطين عام 2012 على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة. إن للقدس المحتلة والأقصى مكانتهما في القلب لدى كل العرب والمسلمين والمسيحيين ومكانة التقديس والاحترام ومطلب الجميع مطلب واحد فقط هو حماية القدس لأنها في القلب دائما.