14 سبتمبر 2025

تسجيل

تدمير "السلام" ومنهجة الاحتلال

18 أكتوبر 2013

اسرائيل على المستويين السياسي والعسكري، تدمّر ما اصطلح على تسميته عملية السلام مع الفلسطينيين، بمواصلتها تسمين التجمعات الاستيطانية القائمة وبناء الجديد منها على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ضاربة بعرض الحائط القرارات الدولية واستحقاقات مساعي المفاوضات منذ تفاهمات اوسلو في عام 1993 حتى اليوم.ليس جديدا الاقرار بان سلطات الاحتلال لم تتوقف في أي مرحلة من مراحل التفاوض عن مواصلة النهج الابتلاعي للأراضي الفلسطينية، فهمّها الوحيد على الدوام التركيز على الأمن من خلال نشر المزيد من المستوطنات كركائز عسكرية مكملة لمهام الجيش الاسرائيلي.فضيحة جديدة تكشفت تفاصيلها مؤخرا عن تزايد البناء في المستوطنات بنسبة 70 في المائة هذا العام، ومن المرجح أن تعمق بواعث القلق الفلسطينية إزاء وتيرة البناء الاستيطاني على الأراضي التي يسعون لاقامة دولتهم عليها.فاسرائيل ترى ان السلام العادل والشامل الذي ينادي به العرب والفلسطينيون ليس إلاّ وهما ، وخارج منطقها الاحتلالي، فهذا السلام من المحقق أنه سيدقّ مسمارا قويا في نعش زوال الكيان الغاصب لا محالة إن قصر الزمن أو بعد، ولنا في التاريخ عبر ودروس تؤكد هذه الحقيقة.لن تتحقق لسلطات الاحتلال كل محاولات تغيير الوضع الديموغرافي أو الجيوسياسي في الأراضي الفلسطينية بعد أن قال المجتمع الدولي في قراراته المتلاحقة منذ عام 1967 وللآن عدم شرعية المستوطنات والبناء الاستيطاني ولا حتى العشوائي منه.ولن يستطيع الاحتلال بكل جبروته وبطشه أن ينتزع الفلسطينيين من أرضهم التاريخية أو من منازلهم، ولن تتمكن السلطات المحتلة أن تنتزع من قلوب وأفئدة المسلمين في العالم تعلّقهم ببيت المقدس الذي دونه الاستشهاد في سبيل الله.الآن، وقبل فوات الآوان، على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والنظام الرسمي العربي المساند، والدول المحبة للسلام والداعمة له، التحرك السريع لوقف مهزلة المفاوضات،أو لربطها بسقف زمني محدد مع وضع عناوين واضحة لها ملزمة للخروج من نفق الاستيطان والمستوطنات،وبالتالي البناء على المستجدات التي أفرزها حراك الجماهير العربية في أقطارها ضد الاستبداد واحتلال الفكر والعقل، ومصادرة الحريات، لتعلم السلطات الاسرائيلية أن دورها في تحرر الشعب الفلسطيني منها بمساندة اشقائه العرب قادم لا محالة.