الأبواب كثيرة.. ولكن

إذا رأيت هذه الأبواب مفتوحة إياك ثم إياك أن تدخل من أحدها حتى ولو وجدت فيها ما تظن خطأ بأنه ضالتك التي تبحث عنها. إنه باب الحرام بمختلف أشكاله وأفعاله وأنواعه ما قل منه أو كثر أو ممارسة سلوكه ومصادقة أهله والمشي في دروبه، كذلك إذا رأيت باب الظلم مفتوحاً فلا تدخل منه فالظلم ظلمات موحشة وصحارٍ قاحلة ومُهلكة فمصير الظالمين مصير أسود، وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم في سورة سيدنا إبراهيم عليه السلام ترتعد منه فرائص الانسان، وإن رأيت باب أكل حقوق الناس وأموالهم بالباطل فهو الآخر لا تدخل منه فحقوق الناس لا تسقط بالتقادم سوف تظل معلقة في الرقاب وترحل معك إلى محاكم الآخرة حتى الشهداء لم يُعفوا من تأديتها برغم من عظيم فعلهم، وإذا رأيت باب خيانة الأمانات فولي عنه هارباً وخاصة خيانة الوطن وخيانة الأمانات المختلفة بما في ذلك مهام الوظيفة أو التكسب غير المشروع منها أو عن طريق طرح أفكار للمصالح الشخصية وأخذ الأموال بدون وجه حق، وإن رأيت باب الكذب والنفاق وتغيّر الواقع أو أن تجعل من الشيطان ملاكاً وهذا ما يحدث اليوم، وإن رأيت هذا الباب مفتوحا فابتعد عنه ألا وهو باب التعسير على الناس والتضيق عليهم في معيشتهم أو في أرزاقهم أو في حرياتهم المنضبطة على مبدأ لا ضرر ولا ضرار، أو أن تسعى في خراب أخلاقهم فيالها من أوزار حملها ثقيل وعقابها غير يسير، وإن رأيت باب تعطيل مصالح الناس مفتوحا فلا تدخل منه فهواؤه ملوث بالحسد والحقد على الآخرين بتعطيل مصالحهم الحقة أو تستحضر البيروقراطية العقيمة لتفعل فعلها السيئ في تعطيل مصالح العباد والبلاد وأنت بإمكانك أن تُنهيها بدقائق، وإن رأيت باب كثرة إصدار القوانين غير المدروسة بصورة جيدة أو الارتجالية وخاصة المربكة منها وكثرة الممنوع وأنا لا اقصد المحظورات الدينية أو تلك التي تتعلق بمصالح البلاد وإنما التي بسببها يصاب الناس بالحالات النفسية عندما تضيف عليها مساحة المتنافسات المعروفة التي تُدخل على النفس السعادة والسرور، كذلك إذا رأيت باب عقوق الوالدين مفتوحا فأوصده بالأقفال لأن المُسلم به أنك إذا دخلت فيه سيكون كما تدين سوف تُدان والجزاء من جنس العمل وما فعلته في والديك سوف يفعله بك أبناؤك إن كان خيراً أو شراً، وإن رأيت باب الفساد مفتوحا ويسهل الصيد في بحاره وروائحه النتنة تشمها في كل مكان فاهرب منه وأبحث عن روائح الرزق الحلال الطيبة. وآخر الكلام الأبواب كثيرة وما أكثر أبواب الخير التي تُغنيك عن تلك الأبواب آنفة الذكر.