16 سبتمبر 2025
تسجيلعندما كنتُ طالبة في المدرسة لم أستخدم الباصات للذهاب والعودة من المدرسة لتوفر سائق خاص، ولكن كنتُ أفرح عندما نذهب في رحلة مدرسية بالباص المدرسي العنابي والأبيض كلون علم قطر الذي طالما حييته في الطابور الصباحي، كان لكل باص مشرفتان تقريباً ومعظمهم قطريات أو مواليد قطر، وأذكر أنهن كُنّ يُشرفن على الطالبات بحرص بل ويحفظن أسماء الطالبات وصفوفهن وبيوتهن وكل تفاصيلهن، والوضع نفسه بالنسبة للطلبة الذكور، وكانت المشّرفة تنادي بالاسم على كل طالبة وتشرف على دخولها للمنزل بعناية وحرص ولا يترددن في الصراخ عندما تتشاقى بعض البنات في الباصات أو يحاولن فتح النوافذ وغيرها من الحرص عليهن والشعور بالمسؤولية تجاههم. وكان ذلك يندرج ضمن مسؤولية المدرسة في التربية والتعليم لكل الطلبة المنتسبين وفي كل الاعمار والمراحل الدراسية، وكان للكادر التعليمي الحق في تعديل مسار الطلبة وتقويم سلوكياتهم ناهيك عن تعليمهم، وكانت الأخصائيات في المدارس على إطلاع بظروف الطالبات ومعاملتهن معاملة خاصة بخلاف المعلمات ويحاولن إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والنفسية التي قد تعاني منها الطالبات فحقاً كانت المدرسة البيت الثاني للطلبة والطالبات. استاء المجتمع القطري الاسبوع الماضي من خبر وفاة الطفلة الآسيوية التي لاقت حتفها في باص الروضة التي تحتضنها وقت النهار، ولم يحزن والداها فقط بل امتد الحزن لكل المجتمع القطري على تلك الفتاة البريئة التي للأسف لم تحظ باهتمام المشرفات في الباص أو الكادر التعليمي في تلك الحضانة التي وكونها حضانة كان يتوجب عليهم الالتزام بقوانين الصحة والسلامة والأمان للحفاظ على الأطفال وإيصالهم إلى عائلاتهم بسلامة كما أخذوهم منهم صباحاً، فما حال تلك الأم التي كانت تنتظر عودة طفلتها سالمة لتناول وجبة الغداء معها، وعوضاً عن ذلك يأتون إليها بجثة طفلتها التي طالما ما حلمت بمستقبلها وتمنت أن تراها تكبر بسلام أمامها! فما ذنب تلك الطفلة التي فارقت الحياة نتيجة إهمال موظفين يحرصون على الحصول على رواتبهم آخر الشهر في حين أنهم لا يقومون بواجباتهم كما ينبغي، فكيف يتم إهمال تلك الطفلة النائمة في براءة وتركها في الجو الحار لتفارق الحياة دون أن يكلفوا أنفسهم بجولة في الباص قبل إغلاق الأبواب وإطفاء المكيفات، أتساءل كيف سيهنأ لهم النوم بعد ذلك بعد أن قهروا تلك الأم وعائلة الطفلة! التدخل السريع من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وإصدار قرار بإغلاق تلك الحضانة وإنزال العقوبات عليها وزيارة سعادة السيدة بثينة النعيمي وزيرة التعليم لأسرة الفقيدة لهو قرار حكيم ورادع وتصرف نبيل وسامٍ من سعادتها لمواساة تلك الأسرة المنكوبة، وبالتأكيد سيتم التدقيق والتشديد على باقي الحضانات والمدارس في هذا الشأن حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث مستقبلاً، ويجب اختيار المشرفات على الأطفال بعناية سواء في الباصات أو العاملات في المدارس، وعدم قبول موظفات غير مؤهلات للتعامل والعناية بالأطفال، ففي الدول الغربية يتم حرمان الأبوين من أبنائهم إذا ما أهملوهم أو لم يهتموا بتفاصيل تربيتهم واحتياجاتهم فما بالك إذا ما تسبب أحدهم في وفاة طفل فإن اشد العقوبات تصدر ضدهم وذلك لأهمية التربية والصحة النفسية للأطفال. • نأمل أن تكون تلك الحادثة الاخيرة التي نسمع عنها في رياض ومدارس الأطفال، ونأمل التشديد على توظيف المشرفات في المدارس خاصة على الباصات سواء سائقي الباصات أو المشرفات والتأكد من أهليتهم في التعامل مع الأطفال ومسؤوليتهم وسلامتهم النفسية.