قطر وإفريقيا .. شراكة واعدة

جاءت القمة التي عقدها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمس، وفخامة الرئيس الحسن واتارا رئيس جمهورية كوت دي فوار، لتؤكد على مواصلة دولة قطر مسيرة الاستثمار وترسيخ علاقات دولية وبناء شراكات اقتصادية مع دول العالم وفي مقدمتها دول القارة الإفريقية ، بما تشكله من عمق للأمن القومي العربي. وتولي دولة قطر اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون مع دول القارة الإفريقية خاصة في مجالات الاستثمار، والتعليم والبنية التحتية والزراعة ، حرصا على بناء الإنسان في تلك الدول والقضاء على الأسباب التي تقود إلى التطرف والنزاعات وتسبب المشكلات الاجتماعية في دول القارة والتي تنعكس سلبا على محيطها العربي والعالمي.  إن لدى دول القارة الإفريقية إمكانات هائلة للنهوض والتنمية ينقصها رأس المال الذي ابتعد فترات كثيرة عن إفريقيا بسبب حالة عدم الاستقرار التي لازمت معظم دول القارة فترات طويلة ، لكن آن لرؤوس الأموال الأجنبية خاصة العربية والخليجية أن تنخرط في مشاريع تنموية جادة في دول القارة السمراء وتقيم تحالفات وشراكات تحقق الفائدة لكلا الطرفين ومنها كوت دي فوار.  على أن مايدعو إلى الفخر هو تلك الاستجابة من جانب القطاع الخاص في دولة قطر والذي يتجاوب بديناميكية كبيرة مع توجهات الدولة لبناء شراكات واعدة تعزز مكانة قطر ، واستكشاف فرص استثمارية جديدة ، وأحدثها وليس بآخرها الشراكة مع كوت دي فوار التي تشهد إصلاحات اقتصادية عميقة وتمنح المستثمرين تسهيلات عديدة تعكس الحرص على تعزيز العلاقات بين الجانبين بما يمهد الطريق نحو تحقيق التقارب بين البلدين.