21 سبتمبر 2025
تسجيليكتسب انعقاد منتدى أمريكا والعالم الإسلامي في نسخته الثالثة عشرة أهمية خاصة، ففضلا عن انعقاده هذه المرة في نيويورك، المدينة التي شهدت هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، أكثر الصراعات حدة بين أمريكا والعالم الإسلامي، فإن المنتدى ينعقد في ظروف كثر فيها الحديث عن مكافحة الإرهاب، وتخفت فيه وجوه صنعت الإرهاب والموت في ذات المدينة لتدعي اليوم بأنها تكافحه وتزايد على دور قطر في مكافحته . إن منهج قطر في القضاء على الإرهاب نابع من حضارة تقوم على معالجة جذور المشكلة وليس عن طريق اللجوء للحلول الأمنية، فذاك نهج الدول البوليسية التي ثارت عليها الشعوب بعدما فرخت عشرات الآلاف من الإرهابيين نتيجة القمع والطغيان وإهمال التنمية وزيادة معدلات الفقر وانتشار البطالة وغير ذلك مما يسبب أرضية للأفكار المتطرفة .على أن التجاذب بين أمريكا والعالم الإسلامي سيظل قائما ما لم تتم معالجة نقاط التماس والاختلاف وتفكيك عوامل توليد ظاهرة الإرهاب، والكف عن المكايدة السياسية ومحاولة أطراف إلقاء التبعية على الآخرين في التسبب في المشكلات، وما لم يتم بناء مناخ الثقة بين الجانبين، وليس بمنطق بناء الجدران وغلق الحدود، واتخاذ التدابير لمكافحة الإرهاب، ليس بمنطق إلقاء التهم للتنصل من المسؤولية، ولكن بعمل منهجي تحت مظلة دولية وإفساح المجال لأكبر محفل دولي للتصدي لهذه الظاهرة .