20 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أن الهدنة في سوريا، التي جرى الاتفاق عليها بين الولايات المتحدة وروسيا وبدأ سريانها منذ الاثنين الماضي، على وشك الانهيار، فقد اشتعلت جبهات الحرب من جديد، حيث شهدت الساعات الـ24 الماضية تصاعدا كبيرا في حدة الهجمات والقصف الجوي، فيما تتبادل الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات بشأن تنفيذ بنود الاتفاق الذي أبرم بشأن وقف إطلاق النار. ورغم أن الاتفاق الروسي الامريكي الذي سرت بموجبه الهدنة، ينص على السماح بإدخال المساعدات الى المدن المحاصرة والتي يتعذر الوصول اليها في سوريا، بدءا بالأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، إلا أن روسيا والنظام السوري ظلا يعرقلان العملية، حيث لا تزال الشاحنات المحملة بالمساعدات تنتظر عند الحدود السورية التركية منذ اليوم الأول للهدنة وحتى الآن، بأمل إيصال المساعدات الى تلك الأحياء، حيث يعيش 250 ألف شخص دون جدوى.وبين التعنت الروسي والانتقادات الأمريكية، بشأن تنفيذ الاتفاق، تزداد معاناة الشعب السوري، بسبب الحصار وعرقلة المساعدات من جهة، والقتل جراء القصف والغارات الجوية من جهة أخرى.إن المساومات التي تدور بين القوى الكبرى لتحقيق مصالح وأجندات خفية على حساب الدم السوري، والتباطؤ في دفع الأطراف المعنية للدخول في عملية سياسية تفضي إلى اتفاق سلام شامل يلبي ويحقق تطلعات الشعب السوري، يكشف عن عمق الأزمة التي يعيشها المجتمع الدولي، ولا أخلاقية النظام الدولي.