13 سبتمبر 2025
تسجيلإن من الحقائق التي لايستطيع أحد منا إنكارها على اختلاف أعراقنا وطبقاتنا وأعمارنا، هي أن هذه الدنيا هي دار ابتلاء، وليس فيها من أحد منعّم على الدوام، حتى وإن بلغت أملاكه وملكه حدود المجرة، وليس فيها من أحد لم يذق طعم الشقاء والحزن، وليس فيها من أحد لم يتقلب بين الألم والأمل مراراً وتكراراً، فهذا طبع الأيام وهذا هو شأن العمر، وصفة الحياة التي نحياها في هذه الدنيا، يوم حلو وآخر مر، وقد يطول دولاب هذا أو ذاك، ولكن في يوم ما، لا بد أن يعود هذا الدولاب للدوران، وتصفو الأيام العكرة، أو يتعكر صفو الأيام الجميلة، فهذه سنة الحياة.يظن كثير من الناس أنه في بلاء عظيم حين يدور دولاب حياته للأسفل، ويشعر بأن الدنيا قد أطبقت عليه، وأن أحداً لا يباريه في المحنة والابتلاء، ويشعر بأنه أشد الناس بؤساً، وأن ما يمر به هو كارثة ليس لها نهاية، بينما قد تكون أقدار الله تعالى تخبئ له الفرج القريب والسعادة بعد الألم والمنحة التي تعقب المحنة، وهو لايدري، فيشعر حينها وربما بلحظة واحدة بأن حزناً لم يزر قلبه يوماً، وبأن كل أبواب الأمل قد فتحت على مصراعيها أمامه بعد طول الألم، فهذا هو حال تقلب الأيام.إن من حسن تأدب المسلم مع ربه أن يواجه المحنة بالصبر والتحمل ويقول كما علمنا ربنا سبحانه وتعالى (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)، وهذا فقط من صفات المؤمن الصادق كما جاء في حديث نبينا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر وليس ذلك إلا للمؤمن).جعلنا الله تعالى جميعاً من عباده المؤمنين الذين يحسنون التأدب مع الله تعالى وقت المحن، ويحسنون شكره وقت المنح.