الشراكة بين قطر وألمانيا

حفاوة الاستقبال التي كانت سمة زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الى ألمانيا ومباحثاته مع الدكتورة انجيلا ميركل المستشارة الألمانية، تكشف بجلاء حرص البلدين الصديقين، على أعلى المستويات، على تعزيز العلاقات الثنانية.وتبدو أهمية القمة التي عقدها سموه مع المستشارة ميركل، واضحة من خلال الملفات التي جرى بحثها، والتي شملت العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والاستثماري، بجانب القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها السلام في الشرق الاوسط والتطورات في سوريا والعراق ومكافحة الارهاب.ففي جانب العلاقات الاقتصادية المتطورة بين البلدين، تبدو العلاقات مرشحة لتطورات هائلة في المستقبل، بحسب تعبير المستشارة الالمانية ميركل، خصوصا في مجال البنية التحتية، بجانب التعاون المهم على مستوى الاتحاد الاوروبي في مجال الطاقة والغاز المسال والذي من المتوقع ان تلعب فيه دولة قطر دورا كبيرا، فضلا عن الاستثمارات المشتركة.ومن الواضح ان المنتدى الاقتصادي القطري الألماني الذي عقد في برلين امس، يشكل مؤشرا مهما على وجود ارادة سياسية لدى البلدين لبناء شراكة اقتصادية مستدامة وتطلعهما إلى فتح آفاق واسعة لمزيد من التعاون. ويقف ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين، شاهدا على النمو المستمر في العلاقات الاقتصادية بينهما، ومدى تطورها، حيث تعمل عشرات الشركات الألمانية في قطر في مجالات تطوير السكك الحديدية والخدمات والاتصالات والطرق والبنية التحتية والأجهزة والمعدات الطبية . وفي المقابل، تمتلك الشركات القطرية في ألمانيا نسبا مختلفة من أسهم شركات مثل فولكس واجن وشركة هوشتيف وشركة سيمنس، إلى جانب العديد من العمليات التشغيلية والمحافظ الاستثمارية في المجال العقاري.ان تركيز القمة على القضايا الإقليمية والدولية، وخصوصا الأوضاع الامنية والتطورات الجارية حاليا في المنطقة، يؤكد مدى اهتمام المانيا والغرب بالدور المؤثر والثقل الاقليمي الذي باتت تتمتع به دولة قطر.لقد عززت القمة القطرية ـ الألمانية امس الشراكة بين البلدين سواء في المجال الاقتصادي أوالسياسي، وذلك بفضل الارادة السياسية التي أبداها سمو الامير والمستشارة ميركل.