10 سبتمبر 2025
تسجيلحين تخرج الكلمات من القلب فهى تدرك ودون شك بأنها ستدخل ضيفة غالية على قلب آخر؛ لأنها صادقة ولا شيء يميز جلسة تجمع بين القلوب سواه الصدق، الذى يُرحَب به دوماً؛ ليدخل دون أن يستوقفه أحد، وهو ما يعنى أن الحديث الذى سيدور بيننا ويبدأ بالصدق؛ لينتهى به هو أقرب للفضفضة التى سينفض من حولها كل شيء سواه الهدف الأساسى من الحديث كله، الذى يختلف باختلاف المتحدث ومن يتوجه بالحديث اليه. لا يغيب عن الجميع الوضع الحرج الذى نعيشه هذه الأيام (هذه الأيام) والذى جعل الدنيا تتقلب؛ لتظهر وكأنها على قلب واحد، لا يعجبه ما يحدث، ولا يسره بأن يكون أصلاً، والحق أن ما يستدعى منا التوقف ولبعض من الوقت؛ لنتحدث عنه ونُبحر فيه، هو كل ما تبع ذاك (الفيلم السييء) الذى ارتكب جريمة بشعة اقتحمت منطقة محرمة، تخص كل مسلم لا ولن يقبل بما يمس الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وأقحمته من بعد فعلها ذاك بوضعٍ وضعه بمكانة تجبره على اختبار صبره، أما البقية فلقد جاءت بحسب (كم) الحب الذى يكنه للحبيب المصطفى، وبحسب العلم الذى يملكه دون أن يتملكه ذاك الأخير؛ ليصبح رهن اشارته فيفعل ما لا يدركه هو، بل ما يدفعه اليه علمه، وبحسب وعيه الذى سيتميز به عن غيره، حتى كانت النهاية مسرحية برختية قدمت مجموعة من اللوحات المختلفة التى لم تُختم بعد، بل ظلت مخلصة لأصولها وحرصت على أن تعرض لنا مجموعة مختلفة من الأحداث بدأت بردود أفعال متباينة، تباينت والأصل فى ذلك يعتمد على ما نحن عليه، وهو ما جعلنا أمة ترفض ما قد حدث كبداية مستفزة، وما عقبها كنتيجة لم يفكر بها البعض، بل سمح لنفسه بأن يندفع؛ ليدفع وغيره ثمن ما لم يفكر فيه وبجد، ولكنه كل ما قد جاء به سريعاً وبشكل غير مدروس. الحب نعمة لا يحظى بها الا من أحبه الله، ومن عساه ينال هذا الشرف العظيم سواه رسول الله، الذى سخر حياته من أجل تبليغ الرسالة؛ وكى يضمن امتدادها حتى تصل الينا، وتقدم لنا حياة لن يفوز بها سوى من يدرك معنى أن يكون مسلماً ينتمى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الحبيب الذى يتفق كل من يعرفه على حبه، ولكن سيختلف بطريقة التعبير عن هذا الحب، وهو تماماً ما جعل العالم يتابع تلك المسرحية التى تقسم أبطالها الى مُحب يدرك بأنه يحب، ولكنه لا يدرك كيفية التعبير عن حبه، وآخر يدرك بأنه يحب ويدرك كيفية التعبير عن حبه، وكيفية ابتكار كل الطرق التى تساهم بالكشف عن حقيقة هذا الحب، الذى طرح العديد من علامات الاستفهام، وجعل من لا يدرك من هو هذا الحبيب؟ الذى تنافس الجميع للدفاع عنه وان اختلفت الأساليب والطرق، يرغب بمعرفته وبشكل مُلِح وذلك؛ للتعرف على الأسباب الحقيقية التى أدت الى كل ذلك منذ البداية، وجعلنا نفكر بالأسباب التى وصلت بنا الى هنا، وجعلتنا ننصرف بعيداً عن ترجمة سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام بشكل مشرف يستحقه منا. لاشك بأن الأسباب كثيرة ومختلفة تدور حول حقيقة واحدة وهى حبنا لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذى قدم لنا دروسا فى الأخلاق الحميدة التى لا يمكن بأن تجتمع كلها فى قلب واحد، ولكنها فعلت معه؛ لأنه خير البشر، الذى يستحق منا بأن نُبين للآخرين ما يكون عليه، فان كان هناك فيلم بذيء وسييء ومسيء اتفق من اتفق على تقديمه؛ لأسباب واهية جمعتهم ببعضهم البعض، وساهمت باثارة أمته واستفزازها، وفسحت المجال أمام بعض ردود الأفعال المتهورة والطائشة، فليكن منا وفى المقابل ما يخالف ذلك بشكل يُجسد الرقى الذى يتمتع به المسلم الحقيقى الذى يتحلى بالأخلاق التى كان يتمتع بها حبيبنا وحرص على أن تمتد الينا من بعده. ان الاصل فى كل هذه الضجة هو أننا ندرك من نحبه، دون أن ندرك الأساليب الصحيحة؛ للتعبير عن هذا الحب الذى بدأ من رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، الذى جمعنا رغم كل الاختلافات التى تفرقنا؛ لنصبح على قلب واحد يُفترض بأن لا تُقلبه الظروف مهما كانت، كما يجدر بأن يكون عليه الوضع الآن؛ ليستمر كذلك. لقد بكينا على الحبيب واغتالنا الحزن، ولكننا ورغم ذلك شعرنا بالحاجة الى الرد، ولا عيب فى ذلك؛ لأنه الحق الذى تفرضه الطبيعة، بحكم أن الفعل هو مفتاح ردة الفعل، الذى تُفتح به أبواب النتائج اللاحقة، التى قد يكون منها ما يسر، ومنها ما لن يكون كذلك، وهو العيب بحد ذاته؛ لأن رسولنا الحبيب ما كان ليقبل بحب يجور على البعض، ويجر البعض الآخر بجريرة من سبقه، وهو ما يأخذنا لضرورة التفكر بتطوير الآليات التى نتبعها؛ كى نُعرف من لا يعرف بحقيقة محمد صلى الله عليه وسلم، وعليه فلنفكر ملياً، ولنصرف الجهود نحو تقديم صورة تليق بصورة الحبيب، ولنتفق وان اختلفنا على فعل ذلك فعلاً، فنتحد؛ لنصبح جسداً لا تمزقه الظروف مهما كانت قوتها؛ لترقص عليه الكلاب. كلمة أخيرة المشاركة بالتعبير عن حبنا لرسول الله من خلال التفكير بعمل يحقق لنا كل ما جاء فى هذا العمود هذا اليوم، واجب سيدركه من يدرك معنى الواجب ويبحث عن حقه من التواجد على رأس هذه الحياة يكلله الشرف من كل جانب، ويكفينى بأن أقولها: العفو منك يا حبيبي، ان لم يُحسن بعضنا التعبير عن حبه لك، والعذر منك ان قصرنا بواجب ترجمتك يا خير البشر.