قطر في قلب الساحة العالمية

يعكس الحراك الدبلوماسي الكثيف الذي تشهده الدوحة، فيما يتعلق بالتطورات الميدانية في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي، وتداعيات الأوضاع القائمة على الداخل الأفغاني، وذلك سواء من خلال المحادثات التي تجري بين الاطراف المختلفة في الدوحة، او الاتصالات التي يتلقاها المسؤولون في الدولة، أهمية الدور الذي تلعبه قطر ووساطتها في الملف الأفغاني والتي وضعتها في قلب الساحة العالمية. وفي هذا السياق، تلقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اتصالا هاتفيا مساء امس، من دولة الدكتورة أنجيلا ميركل المستشارة بجمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، استعرضا خلاله آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية لاسيما تطورات الأوضاع في أفغانستان وتداعياتها. كما اجتمع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع وفد من طالبان برئاسة الملا عبدالغني برادر، وتلقى عددا من الاتصالات الهاتفية من سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ومن سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، كما تلقى اتصالين هاتفيين من نظيريه الإندونيسي والكوري الجنوبي. لقد كانت قضايا المصالحة الوطنية في أفغانستان، والعمل على تكثيف الجهود اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة، وانتقال سلمي للسلطة، والمحافظة على المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني، والتأكيد على حماية المدنيين الافغان، أبرز أجندة هذا الحراك الدبلوماسي والسياسي المكثف الذي شهدته الدوحة أمس. إن جهود الوساطة الكبيرة التي تقوم بها دولة قطر مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين في الملف الأفغاني، والعلاقات المميزة التي تتمتع بها مع كل الاطراف المعنية بقضية أفغانستان، فضلا عن نجاحاتها في حل العديد من الأزمات الاقليمية والدولية، وعلى رأسها الاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، عزز من مكانتها الدولية، وجعل منها لاعبا رئيسيا في الوساطة لحل الأزمات في العالم.