14 سبتمبر 2025
تسجيلفاطمة يوسف الغزال التجارب الانتخابية التي خاضها الشعب القطري منذ العام 1999م بالمشاركة في انتخابات المجلس البلدي المركزي خلال ست دورات متتالية، أكسبت أفراد الشعب، ناخبين ومرشحين، الخبرة والدراية الكاملة بخوض تجربة تبشر بالنجاح في انتخابات مجلس الشورى القادم، كما أكسبتنا الوعي التام في معرفة مصداقية المرشحين وبرامجهم الانتخابية التي سيقدمونها لنا، لذلك أنا أراهن على وعي الشعب القطري في انتقاء المرشح الكفء الذي يمثله خير تمثيل في مجلس الشورى، لأن صوت الناخب أمانة غير خاضعة للمجاملات العائلية والقبلية، صحيح أن هناك عائلات ترغب في ترشيح أحد أبنائها ليكون عضوا ممثلا لها في مجلس الشورى، ولكن لا يتم ذلك عشوائياً أو تنافسيا بين أكثر من شخص من عائلة واحدة وأحبذ أن ترشح كل عائلة خمسة أو ستة من الشخصيات التي ترى فيها الكفاءة والمقدرة ويعقدوا مجلسا للشورى فيما بينهم لاختيار الأفضل من بينهم على أن يكون مستوفي شروط الترشيح المعلنة ويقوم بقية أفراد العائلة بمساعدته في إعداد برنامجه الانتخابي الذي يخدم أهل قطر جميعاً دون تمييز وبذلك نكون قد تعاونا فيما بيننا لترشيح شخص مناسب يمثل العائلة كلها ويحمل برنامجا جيدا وواقعيا ويمكن تنفيذه بمعاونة بقية أفراد العوائل الذين منحوه أصواتهم، وبذلك نضمن نجاح التجربة التي نفخر بها كشعب قطري يتطلع أن يكون وطنه في مصاف الدول المتقدمة. مرشح دائرة قطر المرشح يجب أن يدرك بأن الدائرة التي يرشح فيها نفسه ليست المنطقة المحدودة التي سجل فيها كناخب، إنما سيمثل جميع المواطنين في كل أرجاء الوطن، وأن الدائرة التي سيمثلها هي قطر وليس شيئا آخر، لأن من يمثلهم موجودون في شتى المناطق بالدولة وبذلك يجب أن يضع في نصب عينيه أنه يمثل قطر ويتحدث باسمها ويقدم خدماته وخبرته وإمكانياته للدولة وهو يجلس تحت قبة مجلس الشورى، وهذا يحتاج إلى مجهود مضاعف منه، وبوعي المرشح بمهام عضويته إذا فاز بهذا المنصب نكون قد أنهينا القبلية والعصبية في تمثيل فئات المواطنين ويصبح البقاء والولاء للوطن وليس للقبيلة التي يحمل اسمها. ناخب دائرة قطر الناخبون يدركون أنهم أمام استحقاق وطني حان وقته لتأديته بكل أمانة وصدق، مجرد المشاركة في العملية الانتخابية يعتبر اختبارا وطنيا خالصا يعبر عن مدى حبك وولائك لوطنك الذي علمك وعشت في كنفه ورضعت من خيراته وآن الأوان لتساهم في استكمال مؤسساته ونهضته ليكون وطناً تفخر به بين الأوطان، ولن يكتمل هذا العرس حتى تصون أمانتك بإعطاء صوتك للشخص الذي يستحق أن يمثل وطنه خير تمثيل وأن يكون مقياس هذا الاختيار هو الكفاءة والقدرة وليس القرابة والقبيلة. كسرة أخيرة بما أن تجربة انتخابات مجلس الشورى جديدة بالبلاد أتمنى أن يسعى الناخبون والمرشحون للقراءة الجيدة والاهتمام بمعرفة كل صغيرة وكبيرة عن العملية الانتخابية وكيفية اختيار ممثليهم، وعلى الجهات المعنية بالدولة بشقيها الرسمي والمدني العمل على وعي المواطنين بتفاصيل العملية الانتخابية وضمان ممارستها بالصورة الصحيحة حتى نساهم جميعنا في إنجاحها. [email protected]