14 سبتمبر 2025

تسجيل

وطننا.. والطريق نحو الإبداع والتفوق

18 أغسطس 2020

ما كشف عنه الأستاذ محمد العمادي مدير مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا في الحديث الذين نشرته جريدة الشرق معه في عدد يوم الجمعة الموافق 31/7/2020 والذي تناول فيه الحديث عن مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عن قبول (60) طالبا متفوقا للالتحاق بالمدرسة بدءا من العام الدراسي الجديد 2020/2021 بالصف التاسع، لافتا في حديثه إلى أن الطلاب الجدد تم اختيارهم من بين (143) طالبا اجتازوا اشتراطات القبول الأولية في المدرسة، وفقا لنتائجهم في الاختبارات المهارية في المشاريع العلمية والتقنية، واختبار اللغة الإنجليزية والمقابلة الشخصية، مشيرا إلى أن المدرسة منذ افتتاحها تقبل أكثر الطلاب القطريين تفوقا في العلوم والتكنولوجيا على مستوى دولة قطر، وهم أيضا من الطلاب المبتكرين الذين شاركوا في العديد من المسابقات الدولية والإقليمية، وفازوا بجوائز وميداليات عن ابتكاراتهم. واختتم حديثه بقوله: مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا تسعى إلى تخريج جيل من الطلبة القطريين المبدعين والمبتكرين والقادرين على تحقيق مهارات القرن الواحد والعشرين والتنافس على المستوى العلمي... انتهى كلامه. من هنا أقول إنه بات الاهتمام بالموهوبين مؤخرا وخصوصا في دول العالم المتقدم أمرا مهما للغاية، ففي الماضي البعيد كان يشار للإبداع من خلال الإنجازات المبدعة في فن العمارة ثم الرسم على سبيل المثال، ومع تطور الزمن تحول الاهتمام نحو الفلسفة أو الشعر أو الرياضيات، ليتطور الإبداع في ظل التطور التكنولوجي، ومن هنا ظهرت اختبارات الذكاء لقياس القدرة العقلية للتعرف على الأطفال الموهوبين، وللتوجه نحو تحديد احتياجاتهم وتقديم برامج خدماتية خاصة لتلبية هذه الاحتياجات، وحيث استخدمت عدة مصطلحات للتعبير عن النبوغ أو الشهرة أو التفوق مثل مصطلح (العبقرية) و(الموهبة) و(التفوق العقلي)، وحيث يختلف الاختيار لمصطلح معين تبعا لكيفية استخدامه، فيشير مصطلح (الموهبة) للأشخاص الذين يملكون بعض القدرات الخاصة، و(العبقرية) إلى الأفراد الذين يقدمون اكتشافا بارزا في مجال العلم والفن، أما مصطلح (المتفوق عقليا) فيشير إلى مختلف أشكال التفوق في شتى المجالات المعرفية. ويمكن تعريف (الموهوب) بأنه ذلك الفرد الذي تتوافر لديه استعدادات وقدرات غير عادية، أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من المجالات، وخصوصا في مجال التفوق العقلي، والتفكير الابتكاري، والتحصيل العلمي، والمهارات والقدرات الخاصة، فكل فرد موهوب بطبيعته إذا توافرت له البيئة المناسبة للكشف عن هذه الموهبة، هذه الموهبة التي تشكل الركيزة الأساسية في التعرف على مواهب الأبناء، وهي سمات وصفات يتميز بها الموهوبون والتي يجمع عليها كل الخبراء والدارسين ومجامع الأبحاث، وتتمثل في الآتي: أولها (السمات العقلية): حيث إن الموهوب متفوق في دروسه يمتلك ذخيرة لغوية كبيرة مصحوبة بقوة الذاكرة لا يمل من القراءة بمواضيع تفوق عمره الزمني ولديه القدرة على تركيز الانتباه لمدة أطول من أقرانه العاديين. ثانيها (السمات الدافعية): حيث إن الموهوب يقوم بإنهاء المهمة التي تطلب منه في الوقت المحدد، ويميل للمهام الصعبة، وغالبا ما يكون متعصبا لرأيه وعنيدا، يحب العمل بمفرده، ويحتاج إلى القليل من التوجيهات. ثالثها (السمات الإبداعية): حيث إن الموهوب محب للاستطلاع ودائم التساؤل، يحاول إيجاد أفكار وحلول لكثير من المسائل، مغامر ومجازف، حساس وعاطفي، ذواق للجمال، وملم بالإحساس الفني، ودائما ما يرى الوجه الجميل للأشياء. وختاما أقول: إن مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا ستكون نواة الانطلاق لأبنائنا الموهوبين والمبدعين نحو آفاق القرن الحادي والعشرين، والذي يتطلب فعلا مواجهة التحديات والصعاب في مجال العلوم والتكنولوجيا لخدمة وطننا، والذي يسابق الزمن، فنحن نفخر أن عندنا هنا (أكاديمية أسباير)، أكاديمية التفوق الرياضي بالدوحة، وهي المنشأة الرياضية التي افتتحت سنة 2005، وتعتبر من أهم المرافق الرياضية على مستوى العالم، حيث تحوي أحدث ما توصل إليه العلم والتقنية من مختبرات علوم رياضية، وصالات لياقة، ومركز طبي، وعلاج فسيولوجي، وملاعب كرة قدم داخلية، ومضمار لألعاب القوى، وغيرها. وتسعى أكاديمية أسباير إلى أن تكون الأكاديمية الرياضية الرائدة عالميا في تطوير الرياضة الشبابية، وتحديد وجذب المواهب الرياضية والكروية الواعدة في قطر. ونفخر أيضا بشركتنا القطرية للأقمار الصناعية (سهيل سات)، وهي مشغل أقمار صناعية لأغراض الاتصال، والتي تأسست عام 2010، والتي أسست لأجل تحقيق هدف أساسي، وهو إدارة وتطوير الوجود القطري في مجال الفضاء، وتوفر لعملائها من القنوات والشركات والحكومة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وغيرها، خدمات البث المستقل عالي الجودة والمتقدم، سعيا لأن تكون أحد مشغلي الأقمار الصناعية، ومن أفضل الشركات في تقديم الخدمات العالمية وخدمات الأقمار الصناعية والمتقدمة والمعقدة لخدمات البث والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. إن وطننا تنتظره استحقاقات قادمة، هذه الاستحقاقات تتطلب آخر الابتكارات والإبداعات في مجال العلوم والتكنولوجيا، ضمانا نحو النجاح والإبداع والتفوق، سبيلا لنا نحو الازدهار العلمي والتقدم الحضاري، وضمانا أيضا لمستقبل واعد للأجيال القادمة، من تنويع لمصادر الدخل، وعملا وتطويرا لمصادر الطاقة المتجددة، وتكنولوجيتها للقرن القادم، مما يضمن لهذا الوطن العزيز حكومة وشعبا رخاءه وازدهاره وتقدمه، وبكل عزيمة وقوة وإرادة واقتدار بإذن الله. [email protected]