14 نوفمبر 2025
تسجيلكنا ننتظرُ أنْ تكونَ الـمملكةُ قد أدركتْ أنَّ قطرَ وسمو الأمير الـمفدى هما مدارُ وطنيتِـنا وكرامتِنا واعتزازِنا وفَخْرِنا. وكان الأملُ يحدونا بأنْ نسمعَ بياناً صادراً عن خادمِ الحرمينِ الشريفينِ يُعلنُ نهايةَ الحصارِ، واعتذاراً مباشراً لسمو الأمير عَمَّا مَسَّ شخصَـهُ السامي من أذًى على ألسنةِ الساقطينَ أخلاقياً في الـمملكةِ والإماراتِ والبحرينِ، ورُعاعِ السيسي الذين لا شرفَ ولا كرامةَ في نفوسِهِم. لأنَّ ذلك هو الحدُّ الأدنى الذي يجعلُنا، نحنُ أبناءَ وبناتِ الشعبِ القطريِّ، نقبلُ بطَي صفحةِ جريمةِ الحصارِ، والبدءِ في حوارٍ على مستوى القادةِ الخليجيينَ دون وجودِ الذيلِ عابدِ الرزِّ السيسي الذي لا نراهُ ولو وقفَ أمامَنا. لكنَّ فصيلاً في قيادةِ الـمملكةِ لم يزلْ خاضعاً لروحِ الغدرِ والتآمرِ الظبيانيِّ، ويتوهَّمُ بأنَّ السياساتِ التي يوحي بها العنكبوتُ الصهيونيُّ الـمُعَشِّشِ في أبو ظبي؛ محمد دحلان، قد تنجحُ في تفريقِ القطريينَ وشَقِّ صفوفِهم، وهيهاتَ تتحققُ لهم أوهامُهم التي تعمي بصائرَهم وأبصارَهُم عن حقيقةٍ راسخةٍ تهونُ في سبيلِها أرواحُنا هي أنَّ القلبَ قطرُ وسمو الأمير نَبضُهُ. نشكرُ لخادمِ الحرمينِ (هديتَهُ) للشعبِ القطريِّ، والـمتمثلةِ في استعدادِهِ لإرسالِ طائراتٍ سعوديةٍ لنَقْلِ الحجاجِ القطريينَ، وتَـكَفُّلَـهُ بنفقاتِ إقامتِهم. ولكنها (هديةٌ) غيرُ مقبولةٍ، ولا يرضى بها القطريونَ الكرامُ الوطنيونَ الشرفاءُ. فلسنا بحاجةٍ لـمَكْرُمَـةٍ ظاهرُها الـمحبةُ وباطنُها شرٌّ يرادُ لنا. فقد أنعمَ اللهُ على بلادِنا بشعبٍ عزيزٍ أنجبَ قائداً فذاً يجاهدُ ليلاً نهاراً من أجلِ حياةٍ حرةٍ كريمةٍ لكلِّ منا، ويسعى لضمانِ حياةٍ أفضلَ من حياتِنا الرائعةِ لأجيالِنا القادمةِ. هذا الشعبُ يجدُ الاحترامَ والـمحبةَ والتقديرَ في قلبِ سموِّ الأميرِ الـمفدى، ويلتزمُ ببيعتِـهِ لسموهِ، ولا يُفرِّطُ بدستورِ البلادِ أبداً. هذا الشعبُ الـمُحَصَّنُ بوطنيتِـهِ وأخلاقِـهِ وتعليمِـهِ العالي وثقافتِـهِ الرفيعةِ، والـمُرَفَّـهِ في معيشتِـهِ، لا ينتظرُ مَكْرُماتٍ من أحدٍ، وإنما ينتظرُ موقفاً صادقاً يرتكزُ إلى الإسلامِ والعروبةِ يُنْهي الحصارَ، ويعتذرُ له ولقائدِهِ وشخصياتِـهِ الاعتباريةِ. لقد أُرسلَتْ الرسالةُ السعوديةُ إلى العنوانِ الخطأ، ونقولُ للجميعِ، بصوتٍ واحدٍ، وإرادةٍ حرةٍ، وعزيمةٍ لا تلين، إنَّ الكلمةَ الأولى والأخيرةَ عندنا هي أننا صفٌّ واحدٌ خلفَ سمو الأمير، وهو رمزُ كرامتنا وعزَّتنا، وشخصيتُهُ الاعتباريةُ وشخصُهُ الكريمُ مُسَـوَّرانِ بقلوبِنا وأرواحِنا، ولن تصلَ إلى سموِّهِ سهامُ الغدرِ والتآمرِ لأنَّ قلوبَنا ستصدُّها وتكسرُها. يبدو أنَّ (الأشقاءَ) لا يعرفونَ الـمعدنَ الأصيلَ النقيَّ الطاهرَ للإنسانِ القطريِّ، وعدمُ معرفتِهِم به لا تعنينا ولا تشغلُنا. فجريمةُ الحصارِ زادتْ هذا الـمعدنَ أصالةً ونقاءً وصلابةً، وقيادةُ سمو الأمير وحكمتِـهِ جعلتانا ندركُ أننا الثريا، وأننا نُطِـلُّ على الدنيا بأخلاقِنا وفضائلِـنا فَتُرحِّبُ بنا باحترامٍ وتقديرٍ، فدخلنا التاريخَ من بابِـهِ الأماميِّ الواسعِ، وقادتْ أبو ظبي (الأشقاءَ) في خروجِهِم من بابِـهِ الخلفيِّ الصغيرِ مُتعثرينَ بخيبتِـهِم، نادبينَ مكانتَهم الأخلاقيةَ التي خسروها. عندما تشرَّفَتْ بلادُنا بزيارتِـكَ التاريخيةِ، يا خادمَ الحرمينِ الشريفينِ، احتضنتكَ قلوبُـنا بمودةٍ ومحبةٍ نقيتينِ. وحينَ هَزَّتِ العَرْضَـةُ قلبَك الكريمَ فوقفتَ بأريحيةِ العربيِّ الأصيلِ تُحرِّكُ عصاك كالسيفِ مشاركاً أبناءَنا فرحتَهُم بوجودِكَ بينهم، وإلى جوارِك وقفَ سمو الأمير الـمُفدى وقد ارتسمتْ على وجهِ سموه فرحةُ الكريمِ الأصيلِ، فاضتْ قلوبُنا حباً لكَ وللمملكةِ وشعبِها، ولو لم تحملكَ الأرضُ حينَها لَفَرَشْنا أعينَنا لك. وكنا نعتقدُ، جازمينَ، أنكَ، حين تربعتَ في قلوبِـنا، رأيتَ قطرَ وسمو الأمير محفورانِ بالولاءِ والاعتزازِ على شِغافِها، لكن (هديتَك) وتسييسَ الـمملكةِ للحجِّ أخبرانا بغيرِ ذلك. كلمةٌ أخيرةٌ: قد تنجحونَ في تسييس الحجِّ لكنكم لن تفرقوا القطريين، وستبقى قطرُ وسمو الأمير قامةً واحدةً شامخةً لا تنحني إلا للهِ تعالى. [email protected]