12 سبتمبر 2025
تسجيلما أصعب الذكريات الجميلة ، عندما تختلط بدموع الحزن ، وآلام الفراق وما أحرجها على النفس تلك اللحظات التي نودع فيها عزيز وغالي علينا .شعور مؤلم ، ونحن نودع من كان بالأمس بينا ينبض حياة وأملاً ، واليوم تتباكاه نفوسنا صمتاً.. وعيوننا دمعاً .كان "محمد" الذي وافتة المنية منذ أيام الشقيق الأصغر لأعز جيراننا وصديقاتي، اللاتي ملأن علي حياتي في طفولتي بل وصباي، وكانت أمهاتهم بمثابة أمي، في مكانتهن بقلبي ونفسي، وقد حفرن برعايتهن لي منزلتهن في نفسي وبحنانهن علي، حبهن في قلبي، ونقشت بأحرف من النصح والود قيم في ذكرياتي، كانت أم "محمد" وام "علي" يعدان لي سندوتشات المدرسة ويرتبن لي حقيبتي المدرسية، وتمشطن لي شعري، وتهذبن ملابسي، لتجعلنني في أبهى صورة لأذهب معهن إلى المدرسة، لم أشعر يوماً عدا أنني الأخت الرابعة لبناتها الثلاث ،" فاطمة" أم أمل وليلى ام "صقر" والهام " ام عبدالعزيز .و المطوعة "فاطمة" التي كانت تحفظنا القرآن الكريم في صغرنا، و"ليلى" أم صقر طيبة القلب ، و" فتحية" أم طلال بكل صفاتها الجميلة .. عشت معهن أيام الطفولة جميلة بهن ، حفتنا السعادة وانا بينهن ، عرفت الود والحنان وأنا في أحضانهن. وكان "محمد" حينها طفلاً صغيراً يلعب ويلهو بيننا ببراءة الطفولة، تملؤ نفسه بهجة الحياة .. ويا الله .. لقد جاء اليوم الذي نودعه شاباً يافعاً ، في مقتبل عمره وأمله ..لكن لا أعتراض على إرادة الله وقضاءه ،،كان اللقاء في بيت أم عبد العزيز ،، ما أصعبها لحظات الوداع .. وما أثقلها مشاعر الحزن على النفوس .. وما أكبر آلام الفراق .. ونحن نودع الأبناء، هكذا كانت دموع أم محمد وأنا أنظر لها، تسقط من عينيها ، فتفطر قلبي ألماً وحزناً معها ولها، ما أثقله ذلك الشعور لقلب أم مكلومة صدمة وحزناً وألماً على فراق فلذة كبدها ، وما أشد ألمي على ألمها، وما أوجع قلبي على وجعها ......لك الله يا أم محمد في مصابك جميعنا راحلون .. والبقاء لله .أما أنتن أيتها الصديقات وأعز الرفيقات، ورغم مرور أربعون عاماً، كنتن أقرب الناس إلى نفسي، وأعزهم في قلبي، فأنتن لجة طفولتي وصباي، وكنتن لي مقلة عيناي، وبسمتي وسر سعادتي .. حتى فرقتنا دوامة الحياة، فسامحوني على بعدي فعراك الحياة ومسئولية الزواج والأبناء، ومشاغل وهموم مهنة المتاعب، سرقت منا حياتنا، وشغلتنا عن أحبابنا، وأبعدتنا زمناً عن أعز أحبائنا ..لكن اليوم .. عاد أمام عيني شريط ذكريات الأيام الجميلة معاً، تذكرت أيام طفولتي معكن، وأيام المدرسة وصولاتنا وجولاتنا معاً في كل مكان، نلهو ونلعب، ونضحك ونبكي، كانت نفوسنا مليئة بالحب لبعضنا، والسعادة حياتنا، عندما كان الحب يملؤ قلوبنا والأمل نفوسنا ,,اليوم أقول لكنٌ، أن مصابكن مصابي، وما يؤلمكن يؤلمني، وإن كنت أملك قدرة من الله لأنزع الحزن في نفوسكن لنزعته من صدر أمكن ونفوسكن ، ولو كنت أملك أن أبدل ألمكن صبراً وسكينة لفعلت حباً لكن .. لكنها الحياة .. بكل آمالها وآلامها، فرحها وحزنها .وأسال الله العلي القدير .. أن يسكن فقيدكن وفقيدنا الفردوس الأعلى ، وأن يبدله دار خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله ، ويبدل حزنكن ثواباً بصبركن ، ويلهمكن السلوان .نبض الوطن :أم أمل ..أم طلال .. لهما مكانة خاصة في قلبي ..كان أول لقاء حقيقي في حياتي ..نشأنا في فريج "مطار العتيق" في تلك المرحلة من العمر كبرنا وكبرت معنا أحلام الطفولة .. تشاركنا الحزن والفرح .. ثم إفترقنا عندما تزوجت كل واحدة منا .وها نحن اليوم نلتقي .. لكنه لم يكن لقاءاً عادياً .. فقد جمعتنا دمعة حزينة على فقد أبن الفريج "محمد" شقيق عزيزتي "ام طلال" .. فتبادلنا الحزن والألم ...وستبقى بيننا العشره الطيبة وذكريات الجميلة .