20 سبتمبر 2025

تسجيل

"داعش": هل يمكن أن تكون هي مفتاح اللغز؟ هل هي البعبع الجديد مع "دواعش" و"براغش" أخرى؟

18 أغسطس 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ثمة "تخمينات" و"شائعات" (فقط لكي نكون على الحياد) تتطاير في الهواء هذه الأيام ويتم تداولها بين محللين سياسيين وغيرهم من خلال وسائط الإعلام والتواصل الاجتماعي، التي يمكن أن يرقى كثير منها إلى مستوى نظريات لا تبدو من غير أرضية تدعمها من الواقع السياسي. يذهب أصحاب تلك "التخرصات" أو النظريات إلى افتراض أن عامل "داعش" في العراق يلعب دوراً كبيراً في تفسير لغز صمت مؤسسات حكم أعرابية عن المحارق التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة، وعن عدم نفيها أو تفنيدها لما تصرح به مصادر صهيونية عن أنها متحالفة مع "إسرائيل" لإنهاء المقاومة. هذا السلوك "المستغرب" والمرفوض شعبيا (وهو بطبيعة الحال أمر غير مهم لدى تلك الأنظمة) الصادر عن تلك المؤسسات أو الأنظمة كما يُفترض يصدر عنها على مضض وليس بمحض اختيارها بالضرورة كما يمكن أن يعتقد.يشبِّه منظرو تلك الافتراضات مواقف الخنوع المفترضة من قِبلِ مؤسسات الحكم تلك بمن أُجبر على أن يبتلعَ فأراً أو بمن تناول شذرات من زجاج مضطرا أو بالخطأ ولم يستطع لا بلعها ولا إخراجها. يبدو أن تلويح قوى عالمية ذات دوافع صهيونية "بداعش" (التي تقطع الرؤوس وتعلقها في الميادين العامة وتأتي بفتيات حاسرات الرأس بدعوى أنهن زانيات وتضعهن في ساحة عامة ومن حولهن ذكور يرجمونهن بالحجارة في مناظر مقززة لا تختلف كثيراً عن أفعال الصرب ضد المسلمين في البوسنة وسيربيرنشا أو تهديداتها هي نفسها لبلدان أو دول الجوار "بسيف الخلافة") في وجه مؤسسات الحكم الأعرابية أو كما تصفها الشعوب "بالمافيات المتوارثة" تلك هي الفأر أو هي شذرات الزجاج التي تفترضها تلك "التخمينات" أو التنظيرات. لكنْ كيف؟إذا ما تبين لنا من مصادر أمريكية توصف بشديدة الوثوق أن "داعش" أسستها الولايات المتحدة الأمريكية كما يرجح كثيرون بضغوطات وإيعازات تصل لدرجة الإملاءات أحياناً من مجموعات الضغط السياسية والاقتصادية الموالية "لإسرائيل" – حسب كتاب صدر مؤخراً لهيلاري كلينتون بعنوان "الاختيارات الصعبة" – بهدف خلخلة أو تغيير أو لخبطة الخريطة الجيوسياسية للعالم العربي أو ما أشارت إليه نمطيا وتمويهيا كالمعتاد "الشرق الأوسط" وتحديداً للعراق وسوريا وتركيا ومستقبلاً دول الجوار العربي الأخرى والغاية صهينة الأنظمة – إذا ما عرفنا كل ذلك إذن؛ فإن تلك النظريات المشار إليها في بداية المقال لا تبدو كما أشرنا بعيدة عن جادة الصواب – عن أن "مقايضة" من نوع ما يُعتقد أنها قد أُبرمت بين تلك الأنظمة الأعرابية وقوى دولية موالية لإسرائيل".مما تفترضه تلك النظريات أن "المقايضة" تقضي بألا تدعم تلك الأنظمة المقاومة في غزة ولا حتى بأضعف الإيمان بل وأن تتعاون مع "إسرائيل" بغرض هزيمة "الإسلام السياسي" الذي يبدو أن تلك القوى قد غسلت به أدمغة تلك الأنظمة ومفاده أن المقاومة في غزة امتداد له أو محسوبة عليه في العالم العربي كجماعة الإخوان و"داعش" وأن كلا الطرفين لهما مصلحة من وراء مثل هذا التسويق. في المقابل تضمن تلك القوى حماية الأنظمة الأعرابية تلك من غزو إرهاب وفظائع "داعش" المغولية لأنظمتها خاصة بعد أفاعيلها في العراق.لا تبدو تلك "المقايضة" هي الأخرى غير واقعية فقد تحدث مسؤولون صهاينة مثل (يعقوب بيري وتسيبي ليفني) عن تعاون بين "إسرائيل" وتلك الأنظمة الأعرابية للقضاء على المقاومة في غزة أو خنقها وللقضاء أيضاً على احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة عارمة في الضفة والقدس. والأكثر من ذلك أن صحفاً "إسرائيلية" ذكرت أن أنظمة أعرابية تمول الحرب على غزة انتقاما من "الإخوان المسلمين" لاعتبار المقاومة ولاسيَّما (حماس) جزءاً منها. حسب تلك النظريات هذا ليس هو السبب. لأن تلك الأنظمة رغم حنقها على "الإسلام السياسي" الذي تمثله (حركة الإخوان) أو "داعش" تدرك أن (حركة حماس) لا تشكل تهديداً لها وأنها حركة مقاومة هدفها مقاومة "إسرائيل" وغايتها التحرير. إذن، إنما السبب الحقيقي هو ضغط تلك القوى الموالية "لإسرائيل" على الأنظمة الأعرابية تلك لمساعدتها على هزيمة المقاومة بالصمت عن جرائم "إسرائيل" والتعاون معها في غزة في مقابل كف يد "داعش" عنها. وتذهب تلك النظريات إلى أن تمويل ومشاركة بعض تلك الأنظمة بمليارات الدولارات لإجهاض ثورات ما عُرف "بالربيع العربي" بقيادة الثورات المضادة في ليبيا-خليفة حفتر مثلاً، وحتى مشاركة قوى كبرى كفرنسا للقضاء على الثورة في مالي التي يقودها إسلاميون وكذلك مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية بالجنود والمال لمحاربة (حركة طالبان) تدخل جميعاً ضمن سيناريوهات "المقايضة". أي تقاطع مصالح على حساب الأمة التي لم تَعْنِ شيئاً لها قط ولن تعني لها أي شيء أبداً قد طالما أن كراسي تلك الأنظمة الأعرابية في مأمن من الزوال – كما يتم تصويرها - على يد "داعش" في العراق والشام و"دواعش" و"براغش" أخرى في مالي وأفغانستان و"دواعش" و"براغش" الثورات الشعبية، التي تلوح بها تلك القوى العالمية على أنها البعبع الجديد.