12 سبتمبر 2025

تسجيل

العودة للحوار

18 أغسطس 2013

لاتزال الأزمة المصرية تزداد كل يوم تعقيدا، في ظل أجواء انعدام الثقة بين الأطراف ذات الصلة بسبب التصعيد الخطير في قمع الاعتصامات والتظاهرات السلمية واستخدام القوة المفرطة لاستئصال فصيل كامل من الشعب والترويج لهذه الحملة باعتبار انها حملة ضد العنف والارهاب. لقد استخدمت السلطة الحالية في مصر حالة الطوارىء لاطلاق يد الجيش والأمن ليتخذ ما يشاء من اجراءات استثنائية ضد جزء من الشعب لا لسبب سوى انه يعارض التغيير الذي جرى في 3 يوليو، وذلك في ردة عن المكاسب العظيمة التي أنجزتها ثورة 25 يناير وفي مقدمتها كفالة حرية التعبير والتظاهر السلمي. ومن نافلة القول ان لجوء السلطة المؤقتة الحاكمة في مصر الى اعتماد الخيار الامني كوسيلة لحل الازمة التي تغرق فيها البلاد حاليا، لن يفعل شيئا سوى تأجيج مشاعر الغضب والاحتقان وازدياد التعاطف الشعبي مع ضحايا القمع والانتقاص من شرعية النظام الحاكم. ان العودة الى الحوار والمسار السياسي هو أقصر الطرق لمعالجة هذه الازمة ومنع مصر من التوجه نحو مستقبل مجهول. وفي هذا الاطار كان التحرك القطري والاوروبي والامريكي المستمر منذ بداية الازمة وذلك في محاولة لفتح أفق سياسي يهدف لتجنيب مصر وشعبها ويلات الفتنة والعنف وتداعيات الحلول العسكرية والأمنية التي ربما تقود الى انزلاق البلاد الى الفوضى او حرب اهلية لا سمح الله. لقد أجرى سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أمس محادثات مع نظيره الألماني سعادة الدكتور غيدو فيسترفيللي، في برلين، وينتظر ان يجري اليوم محادثات مماثلة مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس حول الاوضاع الحالية في مصر من باب حرص دولة قطر على وقف حمام الدم الذي يسفك في مصر وتجنيب شعبها ويلات ما يجري ووضع حد للعنف هناك والعمل على معاونة الاشقاء في مصر على العودة الى الحوار الذي يشمل كل الاطراف السياسية. ان الأوضاع الخطيرة التي تجري في مصر، ينبغي ان تدفع أهل الحكمة والعقلاء في داخل وخارج مصر لاطلاق صافرات الانذار والعمل على دفع الاطراف نحو التهدئة واتخاذ اجراءات مثل اطلاق سراح المعتقلين ووقف التحريض الاعلامي لتهيئة المناخ للحوار.