22 سبتمبر 2025
تسجيلكل كاتب يواجه معضلة دائمة.. وهي البحث عن موضوع يكتب عنه، والمواضيع التي يستطيع الكاتب الكتابة عنها وفيها كثيرة في الحقيقة. لا تظن عزيزي الكاتب بأن من سبقك كتب كل شيء وحلل جميع المواضيع، فلا يزال في هذا العالم الكثير من الأمور غير المكتوب عنها والمتحدث حولها. وحتى لو افترضنا بأنك تريد أن تكتب عن أمر كُتب عنه من قبل.. لا تقلق، ستكون بخير ما دام عندك وجهة نظر جديدة أو أسلوب مثير في الكتابة. الأفكار موجودة في كل مكان.. قد تجد فكرتك عزيزي الكاتب من ضمن حديث مع أحد أصدقائك.. قد تُلهمك الأخبار اليومية بقصة ما.. قد تسمع قصة حقيقية على بودكاست وترغب في كتابة قصة تشابهها.. قد تقرأ الصحيفة اليومية، وتستلهم منها موضوعا ما تكتب عنه. وقد فعلت هذا الأمر شخصياً في العديد من المرات. أُمسك فيها الصحيفة اليومية وأقرأ. وفي بعض المرات يلفت انتباهي خبر ما أو حتى مقالة لأحد الزملاء يكتب فيها عن موضوع ما، فتأتي في بالي فكرة جديدة أو معاكسة لتلك التي يكتب عنها الزميل، فتتولد عن ذلك مقالة جديدة. عزيزي الكاتب، اسأل نفسك هذا السؤال: عن ماذا أريد أن أكتب؟ ومن ثم اكتب جوابك. اكتب عن الأمور أو الأشياء التي ترغب في الكتابة عنها. اكتب عن الأمور التي تهمك. اكتب عن الأمور التي ترغب في التعبير عنها. اكتب وجهات نظرك.. ميولك السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكل أنواع الأميال المدفونة في جيوبك، اكتب عن نفسك. اكتب مذكراتك إن كنت شخصا ممتعا عاش حياة حافلة بالمواقف الصعبة والمغامرات المثيرة. اكتب عن المواضيع التي تحب أن تقرأها، إن كنت تحب قراءة المقالات السياسية في الجريدة كل يوم، اكتب مقالة سياسية، إن كنت تحب قراءة القصص القصيرة المرعبة، اكتب قصة قصيرة مرعبة، وإن فكرت ولم تجد موضوعاً تكتب عنه، لا تيأس، ستجد الموضوع المناسب في الوقت المناسب. وحتى يجيء الوقت المناسب، حاول الطريقة التالية: اكتب ذكرياتك (وهذا الأمر يختلف عن كتابة المذكرات). ابدأ بالكتابة عن طفولتك، اسرد جميع تفاصيلها، اسم لعبتك المفضلة وشرابك المفضل. اذكر مواقفك في المدرسة، دون مشاجراتك مع أختك الصغرى، اكتب عن أصدقائك، اكتب عن عائلتك، اكتب حتى تصل إلى أيام الجامعة، ومن بعدها اكتب حتى تصل إلى اليوم الذي تقرأ فيه هذه الكلمات. قد تظن بأن هذا النوع من الكتابة بلا فائدة، ولكنك ستكون مخطئا في هذه الكتابة، الكثير من الفائدة، فهي - بالإضافة إلى كونها علاجية للنفس-قد يكون فيها أو من ضمنها ما يستحق الكتابة عنه، قد تجد فيها قصة، استوحيتها من ذكرياتك، وقد تكتب مقالة ألهمتها درس تعلمته في حياتك، والأهم من ذلك، قد تجد نفسك بعد كل هذه الكتابة، متحمساً للكتابة أكثر، فتبدأ بالبحث عن أي موضوع لتكمل فيه سلسلة الكتابة التي مررت بها. إن لم يكن لديك موضوع للكتابة عنه، ابدأ بهذه الطريقة، وارفع عن نفسك حواجز الكتابة، واكتب ثم اكتب ثم اكتب، اكتب كثيراً.