24 سبتمبر 2025

تسجيل

فرصة تاريخية للسلام

18 يوليو 2021

استئناف محادثات السلام الأفغانية في الدوحة، أمس، بين وفدي الحكومة وحركة طالبان، بتمثيل رفيع المستوى، سواء من الوفد الحكومي الذي يتمتع بكامل الصلاحيات برئاسة عبد الله عبد الله، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، أو وفد حركة طالبان الذي يرأسه نائب زعيم الحركة عبد الغني برادر، يعبر عن إرادة لتحقيق نتائج إيجابية خلال هذه الجولة التي تناقش قضايا وملفات مصيرية، كما يعكس هذا التمثيل من الوفدين إشارات مشجعة ورغبة في العمل على إنهاء الحرب وتحقيق التسوية السياسية الشاملة. لقد جاءت كلمات الوفدين خلال الجلسة الافتتاحية للمحادثات وأجواء الجلسة نفسها، وهي تعبر عن روح المسؤولية والأمل في إحداث اختراق جوهري من خلال بذل كل ما يمكن من جهود للتوصل لحل سياسي يضع أفغانستان على طريق الاستقرار. لقد بذلت دولة قطر مع شركائها الدوليين والإقليميين جهودا كبيرة وقادت اتصالات مكثفة، لإعطاء دفعة قوية للمفاوضات بين ممثلي الحكومة الأفغانية وحركة طالبان لرسم مستقبل أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية، وذلك من خلال عقد جولة استثنائية توفر فرصة تاريخية أمام الأطراف الأفغانية لإنجاز الاتفاق الذي يتطلع إليه الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي وخصوصا دول الجوار الأفغاني ودول الإقليم. إن ما يبشر بالتحرك إلى الأمام في هذه الجولة توفر عدة عوامل مهمة تساعد على تحقيق نتائج إيجابية، وفي مقدمتها إدراك الأطراف بأهمية مفاوضات الدوحة للتوصل إلى الحل السياسي وبأنها تمثل السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الأفغانيين، بجانب وجود رغبة دولية وأممية وداخلية بضرورة السلام من أجل دولة أفغانية موحدة ومستقرة ومزدهرة، فضلا عن ضغوط الشعب الأفغاني الذي يدفع ثمن خيارات الأطراف العسكرية. ليكن وقف المأساة الإنسانية في أفغانستان ووضع حد لنزيف الأرواح والخسائر، هو البوصلة الهادية لطرفي المفاوضات، وأن يكون صوت الشعب الأفغاني وتطلعه للسلام والاستقرار والتنمية حاضرا في قاعة المحادثات.