تضامن قطري مع تركيا

جاءت إدانة قطر أمس بأشد العبارات لمقتل موظف بالقنصلية التركية العامة في مدينة أربيل العراقية، في هجوم مسلح بالمدينة، لتؤكد تضامن قطر التام مع تركيا وعمق ومتانة العلاقات بين الدولتين، فضلا عن موقف قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت أسبابه ودوافعه، وكذا موقفها من ضرورة تقديم العناصر الضالعة في الجريمة للعدالة وضمان عدم إفلاتها من المحاسبة. إن دور قطر في مكافحة الإرهاب على كافة المستويات هو دور متنامٍ للغاية، فجهودها المبذولة من أجل اقتلاع تلك الظاهرة محل إشادات إقليمية ودولية، وكافة أطراف المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة. وتتميز رؤية الدوحة في مكافحة الإرهاب من كونها تنطلق من مفاهيم شاملة في التعامل مع سبل علاج تلك الظاهرة، فإلى جانب الاتفاقيات المتعددة سواء على المستوى الثنائي بين الدول أو المنظمات الدولية. علاوة على أنها تقدم أيضا رؤية تنويرية وتثقيفية وتنموية كاملة ضد الجذور والبيئات الحاضنة للفكر المتطرف، وهو ما دفع كافة دول العالم إلى الإشادة بجهود الدوحة الملموسة في إطار مكافحة الإرهاب. وتعتمد الرؤية القطرية المتفردة في مكافحة الإرهاب بالأساس على تجفيف منابعه ووقف دعمه، وهي لا تقتصر فحسب على التعامل العسكري، بل تمتد إلى السعي لوضع حلول سياسية للمشاكل التي يتذرع بها الإرهابيون لتنفيذ مخططاتهم وأجنداتهم التخريبية، كما أن الدوحة تساعد الشعوب في إحداث التنمية والرخاء. لقد كانت قطر من أولى الدول التي نبهت إلى خطورة الإرهاب على السلم والأمن في كافة المجتمعات، ومن هذا المنظور لابد من العمل بشكل جماعي من خلال الدول الفاعلة ومنظمة الأمم المتحدة، وتفعيل التعاون بين الدول لمواجهة الفكر المتطرف من خلال وسائل شاملة، منها التعليم والثقافة وخلق مناخ سياسي جيد ومعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بما يمنع سقوط الشباب في براثن التطرف والإرهاب.