30 أكتوبر 2025
تسجيللماذا تسعى دولة الإمارات إلى زرع الفتنة وبث الفرقة بين دول شقيقة؟لماذا تزرع الإمارات الحقد والكراهية ضد دولتها وشعبها؟المصيبه الكبرى أن دول الحصار ما زالت تتبع أبوظبي في سياستها المارقة هل بقي ما يمكن أن يجعل دول الحصار متمادية في حصارها وتصعيدها؟ محزن أن تكون السعودية الشقيقة الكبرى تحت مسار سياسة أبوظبي العدوانيةقطر أثبتت للعالم حكمتها في معالجة ملف الفتنة التي أرادت أبوظبي إشعالهاالحقيقة التي كشفتها صحيفة الواشنطن بوست أحدثت صدمة في الشارع الخليجي، وهزت وجدان القيادات في دول الحصار، وأصبحت عنوانا بارزا لمعظم وسائل الإعلام المختلفة من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها. وقد أحدثت خلخلة مهمّة أصابت السيد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات بحرج كبير أمس إثر نفيه أن تكون بلاده خلف الاختراق الذي تعرضت له وكالة الأنباء القطرية، وفي رده على سؤال للجزيرة في محاضرة بالمعهد الملكي للدراسات الدولية "تشاتام هاوس" في لندن عن السبب الحقيقي للأزمة أوضح "أنه لا توجد لديه إجابة محددة عن سبب اندلاع الأزمة في هذا التوقيت بالتحديد بين دول خليجية وقطر"، وهي الأزمة التي كانت اندلعت شرارتها عقب بث تصريحات مفبركة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في موقع وكالة الأنباء القطرية، الذي تم اختراقه.ما كشفته صحيفة الواشنطن بوست أكد ما كان قد أدلى به النائب العام في دولة قطر علي بن فطيس المري نهاية الشهر الماضي، بأن دولة قطر توصلت إلى أدلة تُثبت تورط إحدى دول الحصار في الاختراق الإلكتروني دون أن يذكر دولة بعينها، وجاء الخبر الذي يُشير إلى دولة الإمارات وتورطها في هذه الجريمة الإلكترونية في أكبر صحيفة، وهي الواشنطن بوست التي كشفت أن ما وصلت إليه التحقيقات القطرية التي جرت بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بشأن عملية الاختراق، أكد أن دولا من المنطقة اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية وصفحات تابعة للوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما وضع دولة الإمارات في مأزق جديد بالإضافة إلى المآزق التي تتوالى وتظهر الفترة الأخيرة من خرقها للقانون الدولي في ليبيا، ودعمها للانقلاب في مصر، ومؤازرتها لنظام بشار الأسد في قتل شعبه وتهجيره، ومشاركتها في المحاولة الانقلابية الفاشلة العام الماضي في تركيا، ولا يخفى على الجميع الدور المريب وما تقوم به في اليمن من محاولة تقسيمه وإرهاب شعبه بإقامة السجون السرية والقواعد العسكرية وتهجير بعض الأهالي من مناطقهم لإقامة قواعد عسكرية لرفضهم بيع الأراضي والبيوت التي يقطنونها، ولا يخفى علينا ما يعيشه أشقاؤنا في الإمارات من حالة رعب وخوف جراء الأنظمة والقوانين الاستبدادية والاستخباراتية التي وضعت عددا كبيرا منهم في السجون لمجرد معارضتهم بعض السياسات التي يرفضونها للحكومة الإماراتية في الداخل أو الخارج، أو لمطالبتهم بحقوقهم المشروعة في طرح الآراء وحرية التعبير وسعيهم للإصلاح الداخلي فيها. وقد تم تجريمهم وسجنهم وأفضلهم حالا من هرب خارج أرضه وذاق ويلات الغربة والحرب النفسية التي تم استغلالها ضده عن طريق أقاربه للأسف.السؤال المشروع الذي يطرح نفسه هو: لماذا كل ذلك؟ ولماذا تسعى دولة الإمارات إلى زرع الفتنة وبث الفرقة بين دول شقيقة وشعوب تعيش لعقود بوئام وسلام؟ لماذا تحاول زرع الفتنة وخنق الحريات وتشويه من لا تتوافق آراؤه وسياساته معها؟! لماذا تزرع الإمارات الحقد والكراهية ضد دولتها وشعبها وليس أدل على ذلك مما سمعه السيد قرقاش أمس قبل ندوته في لندن من هجوم وقذف لا نحب سماعه أو التلفظ به، ولكن هي أعمالهم التي جنوا على أنفسهم بها، ولا نملك لهم إلا أن ندعو لهم بالهداية إن كان ما زالت لهم قلوب تشعر أو عقول تفقه. المصيبة الكبرى هو ما يتعلق بدول الحصار، والتي ما زالت تتبع أبوظبي في سياستها المارقة، والتي تسعى من خلالها إلى تشتيت دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى الأخص المملكة العربية السعودية الشقيقة، فهل بعد خبر الواشنطن بوست والتحقيقات التي أجرتها دولة قطر مع ال FBI وأكدتها مصادر موثوقة لهم، هل بقي ما يمكن أن يجعلهم متمادين في حصارهم وتصعيدهم، أم إن من الأولى العودة إلى الحق عوضا عن التمادي في الباطل؟ يجب عليها وهي الشقيقة الكبرى أن تعلم علم اليقين أنها وقعت في مغامرات لا تليق بها ولا تُمثّلها، بل هي سياسة أبوظبي التي أصبحت واضحة المعالم في كل مكان، وما نقل أساليبها الإعلامية التي لا يُجيدها غيرها إلى الأشقاء في السعودية، إلا دليل آخر على اختراقها وتغلغلها في الإعلام السعودي، ومن لهم حسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يرفضه المجتمع السعودي وكل إعلامي يعي خطر ما حدث ويحدث في تغير النمط الإعلامي السعودي والمعروف عنه ثقله وهيبته وحضوره وقراءته المتأنيّة. وقد شهدت المنطقة أحداثا جساما وكان الإعلام السعودي المتأني في طرحه بوصلة وثقة للمنتظرين له، ومنها ما حدث خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990م، والتي أعلنت عنها بعد محاولات عدة للملك فهد رحمه الله في التواصل مع الرئيس العراقي، من أجل احتواء الأزمة قدر الإمكان، وعندما لم يكن ذلك اتخذت المملكة العربية السعودية الدور الذي يليق بها والتفت حولها دول الخليج بكل ما تملك فكان النصر حليفها، وما يحدث اليوم أمر محزن بأن تكون السعودية الشقيقة الكبرى تحت مسار السياسة التي لا تتوافق معها ولا تنتهج نهجها ولها مآرب أخرى قد لا تنجو هي والمنطقة منها!.الموقف القطري الثابت والذي عالج الأزمة منذ بدايتها بكل حنكة ودهاء وصبر لا يمكن لغيرها أن تحذو حذوها، أثبتت للعالم أجمع مدى رباطة جأشها وصحة معالجتها لكل ما جرى ويجري، وما تصريح الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي لدولة قطر إلا دليل على سياسة حكيمة تنتهجها الدولة ولا تستعجل في أحكامها، كما فعلت دول الحصار وإعلامها الذي روّج للأخبار المفبركة والكاذبة التي تمت باختراق من دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أوضحت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، ولم تنشر خبر التكذيب الذي صدر من عدّة جهات حكومية ولم تقم بأقل الأخلاق الإعلامية المتعارف عليها في نقل الخبر وكل ما يتعلّق به، بل أصرّت على بث الادعاءات والفبركات وكانت قد جهزت نفسها ومحلليها ومذيعيها وهم من علموا بها في وقتها وقبل أن تلتفت إليها أي قناة إخبارية محترفة كقناة الجزيرة على سبيل المثال، والجميع يعرف مدى مصداقيتها ومتابعة الشعوب العربية لها في كل مكان، كما أعربت دولة قطر ممثلة في مدير مكتب الاتصال الحكومي "عن أسفها لما نشرته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أمس عن ضلوع دولة الإمارات العربية المتحدة ومسؤولين كبار فيها بجريمة القرصنة التي تعرض لها الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية في 24 مايو الماضي"، وتأكيده بما لا يدع مجالا للشك ارتكابها جريمة القرصنة التي وقعت على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية، كما أوضح أنها هذه الجريمة تُصنّف دوليا على أنها من جرائم الإرهاب الإلكتروني، وانتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية أو الجماعية التي تربط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو الأمم المتحدة.قرصنة الإمارات فضيحة العصر وسوف تقلب الأمور رأسا على عقب لينتصر الحق ويزهق الباطل .