14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ اندلاع الأزمة الخليجية التي تسببت بها دول حصار قطر، يبدو لنا أن هذه الأزمة هي أزمة خسائر من جهة، لكنها أيضًا أزمة أرباح جنتها بعض الأطراف. أولا: كل ما خططت له دول الحصار فشل، كل الشروط المزعومة من قائمة المطالب اللاغية جعلت موقفهم أمام المجتمع الدولي ضعيفا وهشا، فالمطالب ليست قانونية ولا حتى عقلانية، مما يعني أنهم قوضوا مصداقيتهم أمام المجتمع الدولي، فحتى الآن لم تستطيع دول الحصار حشد أي موقف دولي حقيقي يصدق روايتها حول دولة قطر وأسباب الحصار المفتعلة. ثانيًا: موضوع الإرهاب الذي تتهم به قطر، كل ما فعلته دول الحصار يقوض أيضًا من جهود محاربة الإرهاب، فهم يتحدثون مليًا من خلال إعلامهم عن فبركات وأمنيات وتحليلات عاطفية لا تستند إلى أي أدلة عن علاقة قطر بالإرهاب، لكن في وسط الجعجعة بلا طحن التي امتهنتها دول الحصار، وقّعت قطر مع الولايات المتحدة الأمريكية مذكرة هي الأولى من نوعها لمكافحة تمويل الإرهاب، دليلا على أن قطر لا تدعم أو تروج الإرهاب كما يدعون، ولا تمتهن المهاترات الإعلامية مثلهم. الخسارة الأخرى التي ألمت بالمنطقة في محاربة الإرهاب، هي تبدد أي آمال حقيقية لإنشاء "ناتو العربي" لمواجهة التهديدات الإيرانية الإقليمية، فالوضع الحالي غير متماسك لبناء تحالفات جديدة. ثالثًا: التحجج بإيران بأنها أحد أسباب الأزمة مع دولة قطر، لكنهم أسدوا لها خدمات مجانية، فدول الحصار ساعدت إيران اقتصاديًا بعد إغلاق منافذهم مع دولة قطر، ورغم التحجج بإيران إلا أن الإمارات مثلًا تحتل المركز الأول خليجيا في التبادل التجاري مع إيران، مما يفند ادعاءهم بأن للأمر أي علاقة مع إيران، أو أن حصار قطر هدفه إيران. رابعًا: هنالك مستفيدون آخرون من هذه الأزمة وإطالة أمدها وحتى تصعيدها، وهي الشركات العالمية للأسلحة التي تقف ما بين العراقيل السياسية التي تعرقل الصفقات وبين سرعة استفادتها من الأزمة الخليجية. أما الخسائر والضرر الاقتصادي، فقد وقع على الشركات في السعودية والإمارات التي كانت تستورد منها قطر، وفتحت الباب لفرص أخرى للاستيراد، حيث استفادت قطر في إيجاد سوق بديل في عمان والكويت خليجيًا، كذلك عززت العلاقات الاقتصادية مع دول إقليمية ودولية. لم يكن يتوقع أن دولا خليجية ستُصدر أزمة بهذا الحجم، بعد أن كانت مركزا لحل الأزمات بسبب ثقلها واستقرار سياساتها، إلا أن هذا الأمر نُسف وسوف يتطلب الكثير من الجهد لبناء الثقة مجددًا في دول الحصار التي تسببت بأزمة خليجية لم يسبق لها مثيل.