19 سبتمبر 2025

تسجيل

تركيا في مواجهة مؤامرة كبرى

18 يوليو 2016

المتأمل والمدقق فى اعداد ونوعية الموقوفين الذين تم اعتقالهم خلال الساعات الماضية فى المحاولة الانقلابية الفاشلة بتركيا ؛ والذين يصل عددهم حسب وزير العدل بكير بوزداغ الى 6000 شخص بينهم ثلاثة آلاف جندي و34 جنرالا، منهم قيادات بارزة مثل قائدى الجيش الثالث والثانى ؛ فضلا عن اعضاء بالسلك القضائى؛ حيث تشير التقارير الى صدور مذكرات توقيف بحق 2745 قاضيا ومدعيا ؛ فيما تتواصل عملية التطهير فى بقية محافظات تركيا؛ يجد فيها خير دليل واسطع برهان على ان تركيا كانت امام عملية كبرى دبرت واعد لها باحكام شديدين.لدرجة ان ارتداداتها مازالت تتفاعل على الارض وفى الميدان ؛ حيث قال مسؤول تركي امس إن قوات الأمن اشتبكت مع انقلابيين يقاومون الاعتقال في ثاني مطار بمدينة إسطنبول وفي قاعدة "قونية" الجوية بوسط تركيا..ولعل هذا ما دفع الرئيس اردوغان الى مطالبة أنصاره بالبقاء في الميادين العامة حتى يوم الجمعة القادم حتى يزول خطر المتمردين. تركيا اذن كانت تواجه مؤامرة كبرى رموزها من "المضللين الذين فى قلوبهم مرض" متشعبة ومنتشرة فى اكثر من مدينة تركية ؛ وعناية الله وحدها اولا ثم يقظة اجهزة الامن التركية هى التى انقذت البلاد من اتونها؛ كما انه لا يمكن اغفال دور وسائل الإعلام الجديد التى أسهمت بقدر كبير فى احباط المؤامرة ؛ فلا شك ان المكالمة الهاتفية المصورة عبر"سكايب" من الرئيس اردوغان الى شعبه فى احلك ساعات المحاولة الانقلابية ؛ كانت كفيلة باعادة الروح وبث الامل فى صدور الاتراك ليلتف الشعب فى صورة حضارية اذهلت العالم وبكل اخلاص خلف قيادته؛ منتصرا للشرعية ومحافظا على مكتسباته من تجربة سنوات حكم حزب العدالة والتنمية؛ وهكذا تحصن الرئيس بالشعب فى مواجهة الدبابات والرصاص فانتصرت ارادة الشعب والشرعية.