14 سبتمبر 2025

تسجيل

ذكر الله يجمع للمسلم كل خصال الخير

18 يوليو 2014

في الترمذي عن أبي إمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ("من آوى إلى فراشه طاهرا يذكر الله حتى يدركه النعاس لم تمض ساعة من الليل يسأل الله فيها شيئا من خيري الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه"). وخرج أبو داوود معناه من حديث معاذ. وخرجه النسائي من حديث عمر بن عبسة والإمام أحمد من حديث عمر بن عبسة في هذا الحديث وكان أول ما يقول: (" إذا استيقظ سبحانك لا إله إلا أنت فاغفر لي إلا انسلخ من خطاياه كما تنسلخ الحية من جلدها"). وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استيقظ من منامه يقول: ("الحمدلله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور"). ثم إذا قام إلى الوضوء والتهجد أتى بذلك كله على ماورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويختم تهجده بالاستغفار في السحر كما مدح الله المستغفرين بالأسحار، وإذا طلع الفجر صلى ركعتي الفجر ثم صلى الفجر واشتغل بعد صلاة الفجر بالذكر المأثور إلى أن تطلع الشمس على ما تقدر وذكره، فمن كان حاله على ما ذكرنا لم يزل لسانه رطبا من ذكر الله، فيستصحب الذكر في يقظته حتى ينام عليه، ثم يبدأ به عند استيقاظه، وذلك من دلائل صدق المحبة كما قال بعضهم: - وآخر شيء أنت في كل هجعة وأول شيء أنت وقت هبوب - وأما ما يفعله الإنسان في أناء الليل وأطراف النهار من مصالح دينه وبدنه ودنياه فعامة ذلك يشرع ذكر اسم الله عليه، * فيشرع له ذكر اسم الله وحمده على أكله وشربه ولباسه وجماعه لأهله ودخوله منزله وخروجه منه ودخوله الخلاء وخروجه منه وركوبه دابته، ويسمى على ما يذبحه من نسك وغيره. * ويشرع له حمد الله على عطاسه وعند رؤية أهل البلاء في الدين أو الدنيا وعند التقاء الإخوان وسؤال بعضهم بعضا عن حاله، وعند تجدد ما يحبه الإنسان من النعم واندفاع ما يكرهه من النقم، وأكمل من ذلك أن يحمد الله على السراء والضراء والشدة والرخاء ويحمده على كل حال. * ويشرع له دعاء الله عند دخول السوق وعند سماع أصوات الديكة بالليل، وعند سماع الرعد وعند نزول المطر وعند اشتداد هبوب الرياح وعند رؤية الأهلة وعند رؤية باكورة الثمار، * ويشرع أيضاً ذكر الله ودعائه عند نزول الكرب وحدوث المصائب الدنيوية، وعند الخروج للسفر، وعند نزول المنازل في منامه، وعند سماع أصوات الكلاب والحمير بالليل. * ويشرع استخارة الله عند العزم على ما يظهر الخيرة فيه، وتجب التوبة إلى الله والاستغفار من الذنوب كلها صغيرها وكبيرها كما قال تعالى – (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) - فمن حافظ على ذلك لم يزل لسانه رطبا بذكر الله في كل أحواله.