مكافحة خطاب الكراهية

يوافق هذا اليوم الثامن عشر من شهر يونيو، اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية الذي تم الاحتفاء به لأول مرة في عام 2022، بعد أن سلطت الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوليو 2021، الضوء على المخاوف العالمية بشأن «الانتشار المتسارع لخطاب الكراهية وانتشاره» في جميع أنحاء العالم، ومن ثم اعتمدت قرارا بشأن «تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح في مواجهة خطاب الكراهية»، حيث قضى هذا القرار بضرورة مكافحة التمييز وكراهية الأجانب وخطاب الكراهية، بجانب دعوة جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، بما في ذلك الدول، إلى زيادة جهودها للتصدي لهذه الظاهرة، بما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان. ويأتي اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية، هذا العام في وقت يشهد تصاعدا في خطاب الكراهية والاسلاموفوبيا، في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وسط حالة من الاستقطاب الحاد على الصعيد العالمي، الأمر الذي يفرض على الجميع مسؤولية التذكير بأهمية وضرورة مضاعفة الجهود لترسخ التسامح والتعايش بين الشعوب من أهل الأديان كافة، انطلاقا مما يجمع بين الشعوب والاديان من القواعد المشتركة التي تدعو للتعاون لخير الإنسانية والبشرية جمعاء. إن الدول والشعوب يمكنها العمل على تعزيز القيم المشتركة، باعتبار أن الأديان، جميعها، تدعو في الأصل إلى التسامح والتعايش وحسن الجوار والتعاون المشترك، الأمر الذي يقود إلى تحقيق السلام العالمي. ولعل الطريق إلى ذلك يبدأ من التركيز على التعامل مع الصراعات والنزاعات التي تهدد العيش المشترك، وفي مقدمتها الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وضرورة إنهاء الحرب الدائرة حاليا وإيجاد حل مستدام للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين بما يضمن للشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة.