15 سبتمبر 2025
تسجيلشهدت الدوحة الأسبوع الماضي افتتاح معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الـ 32، وذلك في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، والذي يُقام لأول مرة في منتصف العام، وذلك تحت شعار بالقراءة نرتقي. ويُعّد المعرض هذا العام النسخة الأكبر، حيث تم تسجيل نحو 180 ألف عنوان و750 ألف كتاب، ويحتضن المسرح الرئيسي حوالي 37 ندوة ثقافية وعلمية وأدبية واجتماعية، بالإضافة إلى الأمسيات الشعرية، أما مسرح الصالون الثقافي فقدم ندوات وجلسات ثقافية يصل عددها إلى 116 ندوة، بالإضافة إلى تدشين كتب لعدد من المؤلفين، وكان للأطفال نصيب من المعرض، فقد تم تخصيص منطقة واحة الأطفال المجهزة بمسرح الدمى وفعاليات متنوعة من رواية القصة والأعمال اليدوية، هذا بالإضافة إلى الورش المقامة على هامش المعرض، والتي تناولت العديد من المواضيع الأدبية والثقافية، وربما لأول مرة يُقام مسرح الطهي الحي والذي يشارك فيه حوالي 28 طاهياً وطاهية محليين وعرباً وأجانب، ويقدمون مأكولات من ثقافات متنوعة، أما مركز الموسيقى فقد طرّزت أنغامه أجواء المعرض كما لونت لوحات الفنانين التشكيليين جدرانه برسوماتهم الملهمة والمستوحاة من بين سطور الكُتب. وتميزت خدمات المعرض في ركن الاستعلامات تحت مسمى أسالني لمعرفة عناوين الكتب وأماكن توافرها، بالإضافة إلى المقاهي المنتشرة في أرجاء المعرض، وخدمة الجمهور (الحمالي)، وفتح مواقف السيارات المجانية للجمهور. ويعكس شعار المعرض بالقراءة نرتقي تقدير أهل قطر للعلم والعلماء والمثقفين، ودعمهم للكتّاب والمؤلفين، لما للفكر من أهمية في ارتقاء المجتمع، ونهضة البلاد، وتشعر بذلك وانت تتجول في المعرض الذي يشعرك بأنك في تظاهرة ثقافية متنوعة بين الكتب والندوات والفنون بأنواعها، وتجد النقاشات الثقافية في أروقة المعرض بين الكتّاب الذين وجدوا ملاذهم في المعرض وتعّرفوا على بعض وكانت فرصة لتبادل الخبرات والآراء. واللافت في المعرض كم المؤلفين الشباب الذين وضعوا بصماتهم الإبداعية بإصداراتهم الأولى سواء في القصص أو الروايات أو المجالات الأخرى، وفي عالم الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي من الجميل أن نرى فئة شبابية مهتمة بالتأليف وبالكتابة مما يعطينا أملا في استمرارية التأليف والقراءة وقد يكون معرض الكتاب مُحّفزا على ذلك. • شكر وتقدير لوزارة الثقافة على حرصها على نشر المعرفة وتشجيع المجتمع على القراءة بتنظيم معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الـ 32، معرض منظم، متنوع، يُلبي كل الأذواق ويقدم فرصة ذهبية للمثقفين في تبادل الآراء والأفكار، وأكثر ما يُلفت النظر هو حرص المسؤولين في وزارة الثقافة، وعلى رأسهم سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة في التواجد في المعرض وحضور الندوات الثقافية، وبذلك يقدم سعادة الوزير نموذجا مُشّرفا للمثقف القطري ومثالا يُحتذى به ويشجع الشباب من الجنسين على الارتقاء بالثقافة والتسلح بالعلم.