19 سبتمبر 2025
تسجيلتتمتع دول مجلس التعاون الخليجي باحتياطيات ضخمة من النفط والغاز كما يتجلى من تقرير إحصاءات الطاقة لعام 2018 والذي صدر حديثا بواسطة شركة بريتيش بتروليوم البريطانية العملاقة. الأرقام تؤكد الدور المحوري للمنظومة الخليجية في القطاع النفطي العالمي. من جملة الأمور، استحوذت دول مجلس التعاون الخليجي بصورة مجتمعة على نحو 30 بالمائة من احتياطي النفط المكتشف في العالم في العام 2017 وبالتالي نسبة جوهرية. يشكل هذا الرقم قرابة 41 بالمائة من إجمالي الاحتياطيات النفطية التي تحتفظ بها منظمة أوبك. بدورها، تسيطر منظمة الأقطار المصدرة للنفط أو أوبك على 71 بالمائة من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، الأمر الذي يؤكد أهمية المنظمة كمصدر مستدام للنفط في المستقبل المنظور. جميع دول مجلس التعاون الخليجي هي أعضاء في منظمة أوبك باستثناء عمان والبحرين. ترغب السلطنة في الحفاظ على سياسات اقتصادية مستقلة، ولكنها تتبع استراتيجيات الإنتاج والأسعار الخاصة بمنظمة أوبك. في المقابل، تعتبر البحرين من صغار المنتجين في الوقت الحاضر لكن ربما يحصل تغيير في خضم الحديث عن اكتشاف النفط والغاز الصخري. تستحوذ السعودية على 15.7 بالمائة من الاحتياطي النفطي العالمي متأخرة عن فنزويلا والتي بدورها تسيطر 17.9 بالمائة من الاحتياطيات المؤكدة. أما الأهمية النسبية للاحتياطي العالمي للدول الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون فعبارة عن 6 بالمائة للكويت و1.5 بالمائة لقطر و0.3 بالمائة لسلطنة عمان. وبالانتقال إلى الإنتاج، يعد كيان مجلس التعاون الخليجي من كبار المنتجين حيث استحوذت على 23.5 بالمائة من إجمالي الناتج العالمي في عام 2017 ما يشكل تراجعا عن نسبة 24.4 بالمائة التي تحققت في عام 2016. يندرج هذا التطور مع خطط منظمة أوبك لتقليص الإنتاج النفطي بغية تعزيز أسعار النفط في الأسواق الدولية. حقيقة القول، لدى دول مجلس التعاون الخليجي سجل حافل لتعديل مستويات الإنتاج لتلبية الطلب والحال كذلك مع تقليص الإنتاج للتأثير على الأسعار. من جملة الأمور المثيرة، يشير تقرير الإحصاءات النفطية إلى تربع الولايات المتحدة على قائمة أكبر المنتجين عبر سيطرتها على 14.1 بالمائة من الإنتاج العالمي للنفط. وتليها السعودية بنسبة 12.9 بالمائة ثم روسيا بنحو 12.2 بالمائة من الإنتاج النفطي العالمي. التقدم الأمريكي على حساب السعودية في الإنتاج النفطي يعود بالدرجة الأولى إلى ريادتها العالمية في مجال إنتاج النفط الصخري. كما يوجد حضور واضح لدول مجلس التعاون الخليجي وخصوصا قطر في مجال الغاز الطبيعي. تستحوذ المنظومة الخليجية على 21.5 بالمائة من احتياطي الغاز العالمي. وحدها قطر تسيطر على نحو 13 بالمائة من الاحتياطي العالمي أي أكثر من نصف الاحتياطي الخليجي عبر احتياطيها المقدر بحوالي 25 تريليون متر مكعب. أما نسب الغاز التي تخص باقي دول مجلس التعاون عبارة عن السعودية 4.2 بالمائة والإمارات3.1 بالمائة والكويت 0.9 بالمائة وعمان 0.4 بالمائة والبحرين 0.1 بالمائة. تتقدم قطر في مجال تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمي، حيث تذهب صادراتها إلى زبائن في آسيا مثل اليابان وكوريا والهند وأوروبا فضلا عن الولايات المتحدة عبر اتفاقيات طويلة الأجل. باختصار، تؤكد أرقام شركة بريتيش بتروليوم أن دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع باحتياطيات نوعية والتي تعد مصدرا جوهريا لثرواتها السيادية ما يجعلها منطقة استراتيجية ومحط أنظار المهتمين على كافة الأصعدة.