18 سبتمبر 2025

تسجيل

الموارد النفطية لدول الخليج

18 يونيو 2017

تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي باحتياطيات ضخمة من النفط والغاز كما يتجلى من تقرير إحصاءات الطاقة يونيه 2017 ومصدره شركة بريتيش بتروليوم البريطانية العملاقة. في بعض التفاصيل الحيوية، استحوذت دول مجلس التعاون الخليجي بصورة مجتمعة على 29 بالمائة من احتياطيات النفط المكتشفة في العالم في عام 2016 وبالتالي لا تغيير من العام 2015. يشكل هذا الرقم 41 بالمائة من إجمالي الاحتياطيات التي تحتفظ بها منظمة أوبك وهي نسبة مهمة وحيوية. بدورها، تسيطر أوبك على 71 بالمائة من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، الأمر الذي يساهم في تعزيز دور المنظمة كمصدر موثوق به للنفط الخام، أحد أهم مصادر الطاقة. يشار إلى أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي أعضاء في أوبك باستثناء عمان والبحرين. عمان ليست عضوا اختيارا للحفاظ على استقلالية خياراتها الاقتصادية. تستحوذ السعودية على 15.6 بالمائة من الاحتياطي النفطي العالمي متأخرة عن فنزويلا والتي بدورها تسيطر 17.6 بالمائة من الاحتياطيات المؤكدة. لكن تتقدم السعودية على فنزويلا فيما يخص الإنتاج النفطي والتصدير. وتأتي كندا وإيران في المرتبتين الثالثة والرابعة بنصيب 10.1 بالمائة و 9.3 بالمائة من الاحتياطي العالمي، على التوالي. أما الأهمية النسبية للاحتياطي العالمي للدول الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون فهي: الكويت 5.9 بالمائة والإمارات 5.7 بالمائة وقطر 1.5 بالمائة وعمان 0.3 بالمائة. وفيما يخص الإنتاج النفطي، ساهمت دول مجلس التعاون الخليجي بنحو24.4 بالمائة من الإنتاج النفطي العالمي لعام 2016 منخفضا عن نسبة 23.3 بالمائة في 2015 وذلك على خلفية تعزيز الإنتاج في دول خارج إطار منظمة أوبك عبر توظيف التقنية المتقدمة لإخراج النفط من المكامن الصعبة تقليديا. كما لجأت بعض دول مجلس التعاون لخيار الحد من الإنتاج في إطار جهود منظمة أوبك لدفع أسعار النفط للأعلى. ويلاحظ استحواذ أمريكا والسعودية بصورة منفردة على 13.4 بالمائة من الإنتاج النفطي العالمي في 2016. تعتبر الزيادة المطردة في إنتاج النفط في الولايات المتحدة منذ 2006 مسؤولة بشكل رئيسي عن ظاهرة الأسعار المنخفضة للنفط منذ منتصف 2014 عبر رفع مستوى العرض من النفط الخام. يندرج الأمر ضمن خيار استراتيجي لواشنطن لتعزيز الإنتاج فضلا عن الحد من الاعتماد على النفط المستورد من الشرق الأوسط. بدورها، تستحوذ روسيا على 12.2 بالمائة من الإنتاج النفطي أي في المرتبة الثالثة عالميا. بدورها، تحتفظ الكويت بنسبة مهمة من الإنتاج النفطي العالمي وتحديدا 4.4 بالمائة. كما يوجد حضور لدول مجلس التعاون الخليجي وخصوصا قطر في مجال الغاز الطبيعي. تستحوذ المنظومة الخليجية على 22.6 بالمائة من احتياطي الغاز العالمي. وحدها قطر تسيطر على 13 بالمائة من الاحتياطي العالمي أي أكثر من نصف الاحتياطي الخليجي عبر 24 تريليون متر مكعب. أما نسب الغاز التي تخص باقي دول مجلس التعاون فهي عبارة :عن السعودية 4.4 بالمائة والإمارات 3.3 بالمائة والكويت 1 بالمائة وعمان 0.4 بالمائة والبحرين 0.1 بالمائة. لدى إيران وروسيا احتياطي من الغاز الطبيعي أكثر من قطر. لكن تتقدم قطر في مجال تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمي، حيث تذهب صادراتها إلى زبائن في آسيا وأوروبا فضلا عن الولايات المتحدة عبر اتفاقيات طويلة الأجل. ختاما، يمكن تفهم الوجود اللافت لدول مجلس التعاون على خارطة الثروات السيادية بقصد الاستفادة من الخيرات الموجودة في مكامن الأرض. لكن الأمر غير المقبول هو الدور الكبير للقطاع النفطي بشقيه النفط والغاز على أوجه الحياة الاقتصادية بالنسبة لإيرادات الخزانة وبالتالي تمويل النفقات فضلا عن الصادرات. [email protected]